كيبيك تعلن حظر استخدام الهاتف المحمول في المدارس بدءاً من سبتمبر المقبل

تشهد المدارس في كيبيك إجراءات حازمة لتقنين استخدام الهواتف المحمولة، ويأتي ذلك في إطار مسعى وزارة التربية لتعزيز البيئة التعليمية وتقليل النزاعات الناتجة عن التكنولوجيا. وقد صرّح وزير التربية الكيبيكي بيرنار درانفيل أن انتشار التنمّر والسلوكيات العنيفة في المدارس مرتبط بشاشات الهواتف، داعياً إلى تفعيل سياسات تسهم في خلق بيئة يشعر فيها الطلاب والمدرّسون بالأمان.

تحديات الهواتف المحمولة في المدارس وتأثيرها على الطلاب

تمثل الهواتف المحمولة تحدياً كبيراً في البيئة المدرسية، إذ تعتبر سبباً رئيسياً في عرقلة التفاعل الاجتماعي بين الشباب. يشير الباحثون في مجال التربية إلى أن استخدام الهواتف يؤدي إلى بناء حواجز تعيق تكوين العلاقات بين الطلاب. وبالفعل، أكد وزير التربية الكيبيكي أن غياب الهواتف يعزز التواصل بين الشباب، مما يساعد على تعزيز مهاراتهم الاجتماعية وبناء شخصياتهم على أسس قوية بعيداً عن تأثير العالم الافتراضي.

إضافة إلى ذلك، يُنظر إلى الشاشات على أنها مصدر انتشار التنمّر الإلكتروني، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية للطلاب ويزيد من حدة المشكلات بينهم. ولذلك تُعتبر هذه الخطوة أولى التوصيات الواردة من اللجنة الخاصة بتأثيرات الشاشات وشبكات التواصل الاجتماعي على صحة الشباب.

إجراءات الحكومة للحد من استخدام الهواتف المحمولة

اتخذت حكومة كيبيك خطوات جدية لمعالجة هذه التحديات، حيث أعلنت إدخال مدونة سلوك إلزامية في جميع المدارس بهدف تعزيز ثقافة الاحترام والمواطنة الصالحة، وتشمل هذه المدونة استخدام أسلوب التحدث الرسمي عند التخاطب باللغة الفرنسية (le vouvoiement) لضمان ترسيخ القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع التعليمي. كما تركت الحكومة الحرية للمدارس في تحديد العقوبات المتعلقة باستخدام الهواتف، مع الالتزام بتطبيق نهج تدريجي ومتزن في فرض تلك العقوبات، مما يمنح المؤسسات التعليمية مرونةً في التعامل وفق طبيعتها.

دعم الأحزاب السياسية للإجراءات الجديدة

حازت قرارات الحكومة الكيبيكية المتعلقة بالهواتف المحمولة على دعم واسع من الأحزاب السياسية المعارضة، مثل الحزب الليبرالي الكيبيكي وحزب التضامن الكيبيكي والحزب الكيبيكي. ورحبت هذه الأحزاب بالإجراءات كخطوة على الطريق الصحيح لتحسين جودة التعليم وتعزيز الأجواء الدراسية الصحية. ومن الجدير بالذكر أن كيبيك، بموقعها كالمقاطعة الوحيدة الناطقة بالفرنسية في كندا، تسعى لتعزيز هويتها التربوية عبر هذه القرارات.

تهدف هذه السياسات الجديدة في كيبيك إلى خلق بيئة تعليمية تركز على القيم الاجتماعية الإيجابية والتفاعل المباشر بين الطلاب، مما يساهم في تعزيز دور المدارس كمحاضن أساسية لتنمية قدرات الشباب وتقوية تواصلهم الإنساني. ومن خلال هذه الجهود، تسعى حكومة كيبيك إلى الحد من تأثير التكنولوجيا السلبية على المجتمع التعليمي وصقل أجيال أكثر وعياً واندماجاً في محيطها.