«تراجع حاد».. أسعار الذهب تسجل انخفاضًا مفاجئًا وسط اضطرابات السوق

شهدت أسعار الذهب في العقود الآجلة انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات الخميس، مع استمرار الهبوط للجلسة الثالثة على التوالي. وجاء هذا التراجع مدفوعًا بالتفاؤل بشأن اتفاقيات تجارية دولية محتملة، وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، مما قلل من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن، إلى جانب ضعف السيولة في الأسواق الآسيوية نتيجة عطلة الصين.

تراجع أسعار الذهب وتأثير الأوضاع الاقتصادية العالمية

في أحدث التعاملات، انخفضت أسعار الذهب بمقدار 95 دولارًا لتصل إلى 3210 دولارات للأوقية، مما يعادل انخفاضًا بنسبة 2.9%، وهو أدنى مستوى تسجله خلال أكثر من أسبوعين. يعود هذا التراجع جزئيًا إلى تطورات اقتصادية عالمية، حيث صرّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن وجود اتفاقيات تجارية محتملة مع دول مثل الهند وكوريا الجنوبية واليابان، مما عزز من شعور الثقة بين المستثمرين في الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت عطلة الأسواق الصينية في تقليل السيولة المتوفرة، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب خلال هذه الفترة. في ذات الوقت، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.8%، مما انعكس سلبًا على العقود الآجلة للذهب.

علاقة أسعار الذهب بالدولار الأمريكي واتجاهات السوق

ارتباط أسعار الذهب بقيمة الدولار الأمريكي يُعتبر عاملاً رئيسيًا في تحديد اتجاهاته. فعندما ترتفع قيمة الدولار، يصبح شراء الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الدوليين، مما يدفعهم إلى تجنب الاستثمار فيه. وبناءً على البيانات الأخيرة، شهد مؤشر الدولار ارتفاعًا ملحوظًا، مما أدى إلى ضغوط إضافية على العقود الآجلة للذهب، لاسيما في ظل تجاهل السوق للبيانات الاقتصادية المخيبة للآمال التي صدرت في الولايات المتحدة.
تقرير وزارة العمل الأمريكية أظهر ارتفاعًا في طلبات إعانة البطالة لأول مرة، ومع ذلك لم تنعكس هذه البيانات بشكل إيجابي على أسعار المعادن الثمينة. ربما يعود السبب إلى تزايد إيمان المستثمرين بوجود بدائل مربحة في قطاعات أخرى.

تأثير العوامل السياسية والحيوية على أسعار الذهب

السياسات التجارية والعطلات الرسمية في بلدان مثل الصين تُعتبر عوامل حيوية تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب. السوق الصينية تُعد من أكبر مستهلكي الذهب عالميًا، وانخفاض نشاطها خلال العطلات يؤثر بشكل مباشر على الطلب، متسببًا في تقلب الأسعار. علاوة على ذلك، تبقى الحركة السياسية العالمية، مثل الاتفاقيات التجارية، عاملاً مؤثرًا يعزز الثقة في العملات الأخرى مقابل الذهب.

في النهاية، يتطلب فهم حركة الذهب مراقبة دقيقة للأحداث الاقتصادية العالمية والعملات المرتبطة به. يظل الذهب مؤشرًا هامًا على الثقة في الأسواق المالية، ولكن في ظل المتغيرات الحالية، يتوقع الخبراء استمرار تقلباته في الفترة المقبلة.