المصريون في الخارج: عيد العمال يبرز فخرنا بالعامل المصري ودوره الوطني

يحتفل العالم بعيد العمال كل عام تقديرًا لدور العامل وإسهاماته في دفع عجلة الإنتاج والتنمية، ولأن العامل المصري حلقة وصل هامة بين الحضارة والعمل الجاد، فإن هذا اليوم يمثل فرصة للاعتزاز بالعامل المصري وقدراته، سواء داخل البلاد أو خارجها، حيث تستمر الجهود لضمان تحسين أوضاع العمال ودعم مساهمتهم الاقتصادية والاجتماعية التي تعزز من مكانة مصر عالميًا.

عيد العمال ودور المصريين بالخارج في دعم الاقتصاد الوطني

تشير بيانات رسمية من البنك المركزي المصري إلى أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج تعد من أكبر مصادر العملة الصعبة، حيث سجلت زيادة ملحوظة بنسبة 83.2% خلال يناير 2025، لتصل التحويلات إلى 2.9 مليار دولار مقارنة بـ1.6 مليار دولار خلال نفس الشهر من العام السابق، هذا الأداء الاستثنائي يعكس مدى التزام العامل المصري بدعم الاقتصاد الوطني حتى من خارج الحدود، كما أن تسجيل التحويلات قيمة بلغت 20 مليار دولار خلال السبعة أشهر الأولى من العام المالي 2024/2025 يعزز من القدرة على تحقيق استقرار اقتصادي ومساندة جهود التنمية.

من جانبه أكد ولاء مرسي، المتحدث باسم اتحاد المصريين في أوروبا، أن المصريين في الخارج هم نموذج ملتزم يعكس صورة إيجابية عن مصر، مشيدًا بدور الدولة في تحسين مؤهلات العمالة الوطنية وفتح أسواق جديدة في أوروبا، مضيفًا أن التزام العمال في الخارج يجعلهم يحظون بتقدير عالمي لمهارتهم وكفاءتهم، كما أشار إلى دور الاتحاد في مواجهة تحديات العمال وتقديم الدعم المطلوب لهم.

المبادرات الداعمة للعامل المصري في الخارج

وفقًا لتصريحات الدكتور إبراهيم يونس، رئيس اتحاد المصريين في الخارج بإيطاليا، فإن الدولة المصرية اتخذت خطوات سباقة لدعم العمال مثل إطلاق صندوق إعانات الطوارئ، ودعم العمالة غير المنتظمة، هذا بجانب برامج التدريب المهني التي تسهم في رفع كفاءة العمالة، أضاف يونس أن مساعي الدولة لم تتوقف عند هذا الحد، بل شملت أيضًا المبادرات الصحية والاجتماعية التي يحتاجها العامل وأسرته، حيث تعمل تلك المبادرات على تعزيز الاحترام المجتمعي لدور العمال في بناء الوطن.

كما شدد يونس على ضرورة العمل الدائم لتذليل العقبات التي تواجه العمال المصريين بالخارج مثل صعوبات الاندماج أو التمييز المجتمعي، مشيرًا إلى أن هذه التحديات يتم مواجهتها بالتنسيق مع السفارات المصرية والمنظمات الحقوقية التي تقدم العون القانوني والاجتماعي للعمال.

التكنولوجيا وتوسع الفرص أمام العمال المصريين

من منظور آخر، يرى نشأت زنفل، رئيس الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، أن التطور الرقمي لعب دورًا حاسمًا في منح العمال المصريين فرصًا غير مسبوقة لتطوير مهاراتهم والمنافسة عالميًا، كما أوضح أن التكنولوجيا ساهمت في تسهيل عرض الكفاءات المصرية على مستوى دولي، مما يفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل، ويدعم استمرار العامل المصري في تقديم أداء رفيع المستوى، مضيفًا أن ثقافة الصمود تظهر بقوة كأحد أبرز سمات العامل المصري في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

من هنا، يبرز عيد العمال كمناسبة تؤكد على أهمية الاعتراف بالعامل المصري كعنصر فاعل في التنمية، سواء داخل مصر أو بالخارج، وتبرز دوره كنموذج ملهم في الالتزام والابتكار والعمل الجاد، مما يضمن استمرارية الحركة الإنتاجية ودعم استقرار الاقتصاد الوطني.