«الذهب» يهبط لأدنى مستوى في 3 أسابيع و«النفط» يواصل التراجع الاقتصادي

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا حادًا لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع، مدفوعة بتزايد قوة الدولار وتراجع حالة التوترات التجارية، بالتزامن مع ترقب المستثمرين لتقرير الوظائف غير الزراعية بالولايات المتحدة، وهو التقرير الذي ينتظره السوق باعتباره مؤشرًا حاسمًا على مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، مما أدى إلى تراجع جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن مقابل الدولار القوي.

تأثير قوة الدولار على أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 2.57% لتسجل 3203.79 دولارات للأوقية، وهو الانخفاض الذي أتى بضغط من ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.48%، ما جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، كما هبطت العقود المستقبلية للذهب بنسبة 3.18% لتصل إلى 3213.5 دولار، مما عزز الشعور بعدم الاستقرار في السوق، وذلك في ظل التراجع المتزامن للتوترات التجارية مع تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن احتمالية عقد اتفاقات تجارية جديدة مع كل من اليابان والهند وكوريا الجنوبية.

ورغم أن الذهب تاريخيًا يُستخدم كوسيلة للتحوّط ضد الضبابية المالية والسياسية، إلا أن هذه المرة أثرت توقعات المستثمرين بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة سلبًا على قيمة الذهب. بعض الخبراء يشيرون إلى أن الذهب رغم التراجع الحالي قد يحظى بدعم جديد إذا ما تمكنت الأسواق من التخلص من تأثير تلك التوترات السياسية والمالية الأخيرة.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على سوق الذهب

أظهرت بيانات اقتصادية انكماش الاقتصاد الأمريكي للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات في الربع الأول من العام، نتيجة تهافت الشركات على استيراد السلع لتفادي الرسوم الجمركية، وهذا الانكماش ألقى بظلاله على الأسواق العالمية، بما في ذلك الذهب. المتداولون يراهنون على أن ظهور بيانات اقتصادية أكثر سلبية في الفترة القادمة قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لاستئناف خفض الفائدة لدعم الاقتصاد الأمريكي.

ومن ناحية أخرى، ينتظر السوق تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة للحصول على إشارات أوضح بشأن مستقبل السياسة النقدية، حيث يُتوقع أن تحدد هذه البيانات مسار الذهب خلال الأشهر المقبلة. علاوة على ذلك، تأثرت المعادن الأخرى أيضًا، حيث انخفضت الفضة بنسبة 1.5% إلى 32.10 دولارًا، بينما شهد البلاديوم والبلاتين تغيرات طفيفة في قيمتها.

مستقبل الذهب والنفط في ظل الأزمة الاقتصادية

تراجعت أسعار النفط بشكل حاد وسط تكهنات تشير إلى احتمالية زيادة الإنتاج من قبل أوبك بلس، وارتباط هذه الزيادة بتصاعد النزاع التجاري بين الدول الكبرى. خام غرب تكساس الوسيط هبط إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2021 ليصل إلى 57.09 دولارًا للبرميل، بينما استمر خام برنت في الانخفاض ليقترب من مستويات 55 دولارًا وفقًا لبعض التوقعات.

الغموض الاقتصادي وتأثيرات الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى زيادة العرض المتوقع، تلقي بظلال ثقيلة على أسعار السلع، بما في ذلك الذهب والنفط. الاستقرار في هذه الأسواق مرهون باتخاذ قرارات سياسية سليمة واتفاقات اقتصادية تقلل من حدة الأزمات الاقتصادية العالمية المتوقعة.