«قوة الدولار» تتسبب في هبوط كبير لأسعار الذهب عالميًا

شهدت أسعار الذهب اليوم الخميس انخفاضًا ملحوظًا بفعل قوة الدولار وارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، حيث أثرت التصريحات التجارية الإيجابية من الولايات المتحدة والتوقعات الاقتصادية على الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن، كما جاءت هذه التحركات في ظل انتظار صدور بيانات سوق العمل الأمريكي غدًا، والتي تعد إحدى الإشارات الهامة لتوجهات السياسات النقدية المستقبلية.

التطورات التجارية وتأثيرها على أسعار الذهب

التراجع الأخير لأسعار الذهب نابع بشكل مباشر من هدوء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وبعض الاقتصادات الرئيسية، فقد أشار الرئيس الأمريكي إلى اتفاقيات تجارية محتملة مع كل من الهند واليابان وكوريا الجنوبية، مما أدى إلى تقلص المخاطر الجيوسياسية، فضلاً عن تأكيد وسائل الإعلام الرسمية الصينية وجود اتصالات مع الولايات المتحدة لبحث التعريفات الجمركية المعلقة، كل هذه العوامل أثرت سلبًا على جاذبية الذهب كملاذ آمن في الفترة الحالية.

أسعار الذهب والمعادن بالتفصيل

أسعار العقود الآجلة للذهب سجلت هبوطًا بنسبة 2.79% لتصل إلى 3226.4 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى منذ منتصف أبريل الماضي؛ بينما تراجعت الأسعار الفورية للذهب بنسبة 2.24% لتسجل 3215.2 دولار للأوقية، أما على صعيد المعادن الأخرى، انخفضت العقود الآجلة للفضة بنسبة 1.79% إلى 32.24 دولار للأوقية، كما شهد البلاديوم والبلاتين انخفاضًا حيث سجل الأخير 964.72 دولار، مما يشير إلى تأثر هذه المعادن أيضًا بتحركات الأسواق وقوة الدولار.

أداء الدولار وعلاقته بأسعار الذهب

يعتبر مؤشر الدولار أحد المحركات الرئيسية لأسعار الذهب، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 0.36% اليوم ليصل إلى 99.83 نقطة، الارتفاع في قوة العملة الأمريكية يقلل من جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، وبالتالي يؤدي إلى الضغط السلبي على أسعار المعدن الثمين، ويعود هذا الأداء القوي للدولار إلى البيانات الاقتصادية الإيجابية والتي تشير إلى تعافٍ محتمل رغم الأرقام التي كشفت عن انكماش الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول.

في الختام، لا شك أن توقعات الأسواق متجهة بشكل كبير نحو بيانات تقرير الوظائف الأمريكية المنتظر صدوره، والذي سيشكل عنصرًا مهمًا في تحديد مسار أسعار الذهب والعملات خلال الأيام القادمة، كما أن توجهات السياسات النقدية سيظل لها الكلمة الفصل في رسم ملامح الأسواق العالمية مستقبلاً.