«صدمة كبرى».. دراسة تكشف أن جيل الشباب يعاني أزمة سعادة حقيقية

أظهرت دراسة حديثة شملت أكثر من 200 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم أزمة سعادة تعصف بجيل الشباب، حيث يعانون من التوتر النفسي، ضعف العلاقات، وأزمات مالية تؤثر على صحتهم العقلية، ذلك في وقت أصبحت فيه التحديات العالمية أكثر تعقيدًا وضغطًا، مما يعيد التساؤلات حول معايير الحياة السعيدة في العصر الحديث ويبرز أهمية إيجاد حلول للأجيال القادمة.

أزمة السعادة لدى الشباب وفق الدراسة العالمية

كشفت أبحاث مشتركة أجرتها جامعتي هارفارد وبايلور بالتعاون مع مؤسسة غالوب، والتي نشرت في مجلة نيتشر العلمية، عن نتائج تدق ناقوس الخطر. سلطت الدراسة الضوء على أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يعانون من مستويات منخفضة للغاية من الازدهار النفسي والبدني، مقارنةً بكبار السن. هذه النتائج لُوحظت في دول متعددة بما فيها المملكة المتحدة، والبرازيل، وأستراليا، حيث تبين أن مظاهر السعادة تتراجع حتى بلوغ منتصف العمر تقريبًا. أحد أسباب هذا التدهور هو قلة توفير بيئة داعمة للنمو الشخصي والنفسي في ظل التحديات الراهنة.

الولايات المتحدة: الفجوة العُمرية تزداد عمقًا

على الرغم من أن الظاهرة ظهرت بشكل عالمي، إلا أن الولايات المتحدة تصدرت القائمة بفجوة واضحة بين الأجيال. بينما يمتلك كبار السن مؤشرًا أعلى للرضا عن الصحة العقلية والاجتماعية، يعاني الشباب هناك من انعدام المعنى في حياتهم اليومية وضعف جودة العلاقات الاجتماعية. هذه التحديات تتضاعف نظير الضغوط الاقتصادية، انتشار العزلة، وتصاعد القلق من القضايا العالمية، مما أدى إلى تعزيز الأزمة في مجتمع يعتمد بشكل كبير على التعاطف والتواصل بين الأجيال للحفاظ على الاستقرار.

التغيرات الاجتماعية وتأثيرها على الصحة النفسية للشباب

يعد الانسحاب الاجتماعي واحدًا من أبرز أسباب انخفاض السعادة في هذه الفئة العمرية، وفقًا لما أكده علماء النفس. وبحسب الباحثة لوري سانتوس من جامعة ييل، أفادت بأن الشباب ينفقون وقتًا أقل مع أصدقائهم مقارنةً بالسنوات السابقة بسبب الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا والضغوط اليومية. هذا النمط تسبب في توليد مشاعر العزلة والخواء العاطفي. على صعيد آخر، تتفاقم التوترات بسبب القضايا العالمية مثل التغير المناخي، تصاعد التضخم المالي، والنزاعات السياسية، مما يجعل الشباب يشعرون بالعجز عن التعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجههم في حياتهم اليومية.

العوامل المؤثرة تأثيرها
قلة التواصل الاجتماعي زيادة العزلة وانخفاض جودة العلاقات
الأزمات العالمية مضاعفة الضغط النفسي والعجز عن التكيف
الأمان المالي فقدان الاستقرار والشعور بالمستقبل

أزمة السعادة لدى الشباب اليوم ليست مجرد مرحلة مؤقتة، بل مسألة معقدة تتطلب تضافر الجهود المجتمعية والدولية لوضع حلول طويلة الأمد. يتطلب الأمر التفكير في كيفية تقديم الدعم النفسي، تعزيز الروابط الاجتماعية، والتعاون للتعامل مع الواقع الجديد بصورة أكثر إيجابية.