«حالة الطوارئ».. إسرائيل تعجز عن السيطرة وتعلن استنفارًا عاجلًا للجيش

تشهد جبال القدس موجة حرائق هائلة أثارت أزمة كبرى داخل إسرائيل، حيث أعلنت هيئة الإطفاء عجزها عن السيطرة على هذه الكارثة البيئية التي تسببت في خسائر هائلة، ما دفع السلطات إلى إخلاء آلاف المستوطنين والإعلان عن أضرار جسيمة بمساحات ضخمة من الغابات والمزارع، وتسببت هذه الأزمة في تشريد آلاف السكان والتهديد بتكاليف إعادة إعمار باهظة تزيد الوضع تعقيدًا.

عجز إسرائيل عن السيطرة على الحرائق في جبال القدس

وفقًا لما نشرته هيئة الإطفاء الإسرائيلية، فإن الحرائق المستعرة في جبال القدس لم يتم السيطرة عليها حتى الآن، وقد أعلنت أن الجهود المتواصلة لإخماد النيران لم تحقق النجاح المطلوب رغم تدخل مئات الفرق من الإطفائيين ورجال الإنقاذ، مما أجبر السلطات على إعادة فتح بعض الطرق للتخفيف من حدة الأزمة، ولكن الوضع يزداد خطورة مع استمرار توسع مساحة المناطق المتضررة، حيث التهمت الحرائق نحو 19,600 دونم من الطبيعة، مما يشير إلى حجم الكارثة التي تواجهها قوات الطوارئ في محاولة إخماد هذه الكارثة.

إجلاء آلاف المستوطنين وتأثير الكارثة على المنطقة

أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن سلطات الاحتلال أُجبرت على إخلاء تسعة مستوطنات بعد أن أصبحت مهددة بالكامل بفعل انتشار الحرائق، وتم نقل أكثر من 10,000 شخص إلى مواقع آمنة، واعترف مفوض الإطفاء والإنقاذ بإصابته بحروق خلال الإجراءات العاجلة التي اتخذت لإخلاء المنطقة المحيطة بمدينة القدس المحتلة، مما يعكس حالة الخطر الكبيرة التي شكلتها النيران على سكان ومستوطني هذه المناطق، وتأتي هذه الخطوة لتقليل الخسائر البشرية المحتملة وحماية الأرواح في ظل تصاعد سرعة انتشار النيران بشكل يفوق التوقعات.

الأضرار الاقتصادية والبيئية المترتبة على حرائق القدس

تشير تقديرات صحف إسرائيلية مثل “يديعوت أحرونوت” إلى أن تكلفة إعادة إعمار المناطق المتضررة ستصل إلى ملايين الدولارات، حيث تعرضت الغابات والأراضي الزراعية للتدمير شبه الكامل، ويضيف ذلك عبئًا جديدًا على ميزانية الحكومة التي تواجه تحديات اقتصادية أخرى، كما تسبب هذا الحريق في خسارة بيئية هائلة تمثلت في تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي والمناطق الطبيعية التي كانت توفر بيئة طبيعية للحياة البرية، مما يزيد القلق من آثار سلبية طويلة الأمد على المناخ والنظام البيئي.

تستمر الجهود في مواجهة هذه الأزمة البيئية الحادة، حيث يُطالب المجتمع الدولي ومؤسسات البيئة بتقديم الدعم اللازم لاحتواء هذه الكارثة، ورغم كافة المحاولات المبذولة، فإن حجم الضرر المتزايد يؤكد الحاجة إلى حلول جذرية لمنع مثل هذه الكوارث مستقبلاً.