«تراجع كبير» في أسعار الذهب مع قوة الدولار وترقب بيانات أمريكية جديدة

تراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس الموافق الأول من مايو 2025 بفعل ارتفاع قوة الدولار الأمريكي، في ظل أجواء عالمية تتسم بعدم اليقين فيما يتعلق بسياسات التجارة العالمية، إلى جانب ترقب الأسواق لتقرير الوظائف الشهري بالولايات المتحدة الذي يعد مؤشرًا رئيسيًا لتوجهات الاقتصاد الأمريكي، مما أثار مخاوف المستثمرين ودفعهم بعيدًا عن التداول على الذهب بشكل متزايد.

تراجع أسعار الذهب بفعل ارتفاع الدولار

شهد السوق اليوم انخفاضًا ملحوظًا في العقود الآجلة للذهب بنسبة 2.6% لتسجل 3232.5 دولار للأونصة، حيث أثر ارتفاع الدولار الأمريكي سلبًا على حركة الطلب على المعدن النفيس، فالارتباط العكسي بين قيمة الذهب وقوة الدولار يجعل ارتفاع العملة الخضراء سببًا رئيسيًا لانخفاض أسعار المعادن الثمينة، ورغم كونه ملاذًا آمنًا، إلا أن الذهب يتأثر بتقلبات السياسة النقدية والتطورات الاقتصادية العالمية، ومنها التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين.

تأثير الاقتصاد الأمريكي على أسعار الذهب

كشفت بيانات رسمية عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام الجاري، على عكس التوقعات التي رجحت نموًا بمقدار 0.2%، ويعد هذا الانكماش الأول منذ ثلاث سنوات، حيث بادرت الشركات الأمريكية إلى تخزين السلع قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة، هذا التطور أثار قلق المستثمرين وأدى إلى تزايد حالة الترقب، إذ تعتبر السياسات الاقتصادية والمخاوف من الركود العالمي عوامل رئيسية تؤدي إلى ضغوط على أسواق الذهب، وأياً كان الاتجاه المستقبلي، فإن التأثير الكبير للفيدرالي الأمريكي يظهر بوضوح على قيمة الأصول القيّمة مثل الذهب.

ترقب تقرير الوظائف وتأثيره على الذهب

تترقب الأسواق العالمية التقرير الأمريكي للوظائف غير الزراعية الذي يتم إصداره شهريًا، حيث يتوقع المحللون استقرار معدل البطالة عند 4.2% مع وجود تباطؤ محدود في وتيرة التوظيف، يعد هذا التقرير إشارة مهمة لصناع القرار في بنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بالسياسة النقدية، وبالتالي، فإنه يمثل نقطة تحول رئيسية في توقعات المستثمرين تجاه أسواق الذهب، إذا أظهر التقرير نتائج إيجابية للدولار فسيؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على الذهب، في حين أن أي تراجع في بيانات التوظيف قد ينعش الطلب على المعدن النفيس.

في الختام، يمكن القول إن أسعار الذهب ما زالت رهينة للتقلبات الاقتصادية العالمية وأداء الدولار الأمريكي، ومع ترقب الأسواق لتقارير الوظائف وأي استجابات محتملة من الجانب الفيدرالي، ستظل الحذر سمة رئيسية تسيطر على قرارات المستثمرين في أسواق المعادن الثمينة.