«خبراء: التعليم» مفتاح التنمية المستدامة وأساس إعداد جيل يبني المجتمع

إن التربية المبكرة خلال الطفولة ليست مجرد وسيلة تعليمية، بل هي حجر الزاوية في تنمية المجتمعات الحديثة وبناء أجيال قادرة على التفاعل مع تحديات المستقبل بوعي ومعرفة، حيث أظهرت الأبحاث أهمية التركيز على السنوات الأولى من حياة الطفل لإكسابه مهارات معرفية وعاطفية واجتماعية تسهم في تشكيل شخصيته المستقبلية وقدراته التفاعلية داخل المجتمع، وهو الأمر الذي زاد من أهمية الاستثمار في التعليم الأساسي والمبكر كضمانة للتنمية المستدامة.

أهمية التعليم المبكر في تنمية الطفل

يعد التعليم في السنوات الأولى من حياة الطفل ركيزة أساسية لضمان نجاح مسيرته التعليمية المستقبلية، حيث أكد محمد الحسن السجاد، المستشار الفني للتعليم ما قبل المدرسي، أن تطوير المناهج في هذه المرحلة المبكرة لا يقتصر فقط على الجوانب التربوية، بل يُسهم بفعالية في تحقيق التنمية الاجتماعية وتعزيز الجانب الاقتصادي للمجتمعات، مشيرًا إلى أن بلاده موريتانيا تعمل على تحديث المناهج التعليمية لتستند على الإرث الثقافي الموريتاني مثل نموذج “المحظرة” الذي تم إدراجه في قائمة التراث الثقافي العالمي من قبل اليونسكو، وتهدف هذه الجهود إلى تمكين الأطفال من التعلم بطريقة مبسطة تعزز الذكاء والإبداع وتحفز حب الاستطلاع لديهم.

تأثير أدب الطفل في التعليم المبكر

إن دور أدب الطفل في تعزيز التعليم المبكر لا يمكن إغفاله، فالكاتبة الباكستانية مريم شاه أكدت أن كلاً من الكتاب والمعلم يجب أن يكونا أدوات تحفيزية تشعل خيال الطفل وتجذبه إلى عالم التعلم الممتع والمفيد؛ إذ أشارت مريم إلى أن مؤلفي كتب الأطفال يقع على عاتقهم مسؤولية خلق محتوى يراعي نفسية الطفل والفروق الفردية، مع الالتزام بجعل المحتوى شيقًا ومتنوعًا، وأضافت أن التعليم المبكر يتطلب أدوات مرنة ومتكاملة تضمن تحقيق تفاعل إيجابي بين الطفل والمادة التعليمية لتوسيع مداركه وتنمية مهاراته الاجتماعية والعقلية.

مهرجان الشارقة القرائي ودوره في تطوير التعليم المبكر

يُعد مهرجان الشارقة القرائي أحد أبرز الفعاليات التي تُسلط الضوء على التعليم المبكر وأدب الطفل، وذلك عبر استضافة جلسات وورش عمل متعددة تستهدف تعزيز المهارات الإبداعية والتعليمية لدى الأطفال وأسرهم، حيث يشمل المهرجان أكثر من 1024 فعالية متنوعة بين الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية، مما يتيح للأطفال والشباب توسيع آفاقهم والانفتاح على أساليب تعليمية جديدة، كما يُتيح المهرجان فرصًا للتعرف على خبراء دوليين ومحليين في مجالات التعليم المبكر وأدب الطفل.

في ظل المشاركة الفعالة لأكثر من 122 دار نشر و133 ضيفًا من 70 دولة، يمثّل المهرجان منصة تعليمية وترفيهية تهدف إلى إلهام الأطفال وتشجيعهم على التعلم، مع التأكيد على أن التعليم المبكر ليس مجرد إنفاق، بل هو استثمار في مستقبل المجتمعات ومفتاح لتحقيق التنمية المستدامة، ما يعزز بناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات وقيادة المجتمعات نحو الازدهار.