فارس خالد: قصة الطالب التونسي الذي استشهد رافعًا علم فلسطين ودفاعًا عن قضيته العادلة

في لحظة اختزلت المعاني السامية للشجاعة والانتماء للقضية العادلة، استيقظ الشارع التونسي على فاجعة رحيل الطالب فارس خالد، شاب تونسي فقد حياته أثناء محاولته رفع علم فلسطين في مدرسة “الدندان” العليا. الحدث لم يكن مجرد حادثة، بل محطة تاريخية أبرزت المواقف الإنسانية النبيلة لطالب عاش ومات مؤمنًا بعدالة القضية الفلسطينية.

فارس خالد: شاب تونسي عشق فلسطين

فارس خالد، ابن حي الرياض بباردو، كان في مطلع عقده الثالث وطالبًا بالسنة الأولى في “المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم”. تميز فارس بخلقه الرفيع واهتمامه العميق بالقضايا الوطنية والعالمية، خاصة القضية الفلسطينية.
لم تكن مشاركاته مقتصرة على الدراسة، بل اتسمت حياته بنشاطات تطوعية، كالإفطارات الرمضانية والفعاليات التضامنية. ولعل أبرز مواقفه تمثيله لجريح فلسطيني في مسرحية تناولت العدوان على غزة، وهو ما يعكس تأثره العميق بمعاناة الفلسطينيين.

تفاصيل الحادث المفجع

في 7 أبريل 2025، لقي فارس مصرعه عندما حاول تسلّق سطح المدرسة العليا لتثبيت العلم الفلسطيني تضامنًا مع فعاليات “الإضراب الطلابي العالمي”. انزلق وسقط من ارتفاع شاهق، مخلفًا الحزن في قلوب التونسيين والعرب.
أسهمت سرعة تداول الخبر في تحويل فارس إلى رمز للبطولة والطهر الإنساني، حيث عبّرت مواقع التواصل الاجتماعي عن الحب والتقدير لشجاعته، بينما تصدرت أوسمة مثل #شهيد_العلم_الفلسطيني و#فارس_خالد قوائم التريند.

التفاعل الشعبي والرسمي

عقب الحادث المؤلم، أعلنت وزارة التعليم العالي الحداد ليومين، بينما أكدت سفارة فلسطين أن فارس يمثل رمزًا مشتركًا بين الشعبين الشقيقين. كما نعته الفصائل الفلسطينية المختلفة، مشيدة بتضحياته رغم كونه غير فلسطيني.
شهدت جنازته بمقبرة الجلاز مشاهد مهيبة، حيث عبّر والديه عن فخرهما بالتضحية التي قدمها، ليصبح فارس خالد رمزًا إنسانيًا لا يُنسى.

الموقف التفاعل
الحكومة التونسية إعلان حداد يومين
الشعب الفلسطيني احتفاء ونعوات رسمية وشعبية

فارس خالد لم يمت، بل خرج من عالم الأحياء ليخلد في ذاكرة كل عربي يرى في فلسطين قضية لا تموت. فارس كان رسالة للعالم أن الدعم الحقيقي يتجاوز الهوية والجغرافيا، وهو رمز لجيل يتمسك بقيم الحرية والإنسانية.