«تحول جيوسياسي» و«ركود اقتصادي».. شولتز يحضر آخر اجتماعات حكومة ألمانيا قبل تنصيب ميرتس

شهدت ألمانيا مؤخرًا محطة تغير مهمة في مسارها السياسي مع انتهاء ولاية أولاف شولتز كمستشار اتحادي، إذ عُقد الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء في أجواء وداعية استعدادًا لتولي فريدريش ميرتس مهام المستشارية. ترك شولتز، الذي استمر في قيادة الحكومة لثلاث سنوات ونصف، بصمة واضحة في المشهد السياسي والتشريعي الألماني، وسيواصل العمل السياسي كنائب في البرلمان الاتحادي.

تحديات فريدريش ميرتس كمستشار ألمانيا الجديد

مع اقتراب تسلم فريدريش ميرتس منصب المستشار، تبرز العديد من التحديات التي تواجه ألمانيا في المرحلة المقبلة، إذ أن التحولات الجيوسياسية، مثل التوتر مع روسيا وعدم استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة، سترسم أطر السياسة الخارجية. إلى جانب ذلك، يتوجب على ميرتس الوفاء بتعهداته الانتخابية التي تشمل ضبط سياسات الهجرة، وهي مواضيع أثارت جدلًا كبيرًا مع صعود اليمين المتطرف وتأثيره المتزايد على الخريطة السياسية. تحقيق التوازن بين هذه المسائل وبين أهدافه في تعزيز الاقتصاد يمثل عقبة كبيرة أمام إدارته الجديدة.

حكومة أولاف شولتز: إنجازات وداعية واستعداد لانتقال السلطة

اختتمت حكومة أولاف شولتز فترة ولايتها في جو من الهدوء، حيث أقر مجلس الوزراء زيادات في المعاشات التقاعدية بنسبة 3.74%، وهذه الخطوة تعتبر إحدى الإنجازات التي ستخلّد في السجل السياسي للحكومة المغادرة. كما تم بالفعل التنسيق مع البرلمان لانتقال سلمي وسلس للسلطة، حيث من المتوقع تنصيب المستشار الجديد قريبًا. اللافت أيضًا كان الطريقة الأنيقة التي تعامل بها شولتز ووزراء حكومته مع انتهاء مهامهم عبر تنظيم احتفالات وداعية أظهرت روح التضامن والاحترام المتبادل بين الأطياف المختلفة للحكومة الائتلافية.

الآفاق المستقبلية للسياسة الألمانية بعد شولتز

مع انتهاء فترة عمل حكومة شولتز كحكومة انتقالية، تتجه الأنظار نحو السياسات التي سيعتمدها فريدريش ميرتس في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية. تشهد ألمانيا تحديًا مزدوجًا؛ إذ لا تزال آثار الركود الاقتصادي حاضرة، ما يتطلب سياسات اقتصادية صارمة ومرنة متوازنة في آنٍ واحد، بالتوازي مع إدارة موجات الهجرة والنقاشات المجتمعية التي تحفز على تغيير القوانين والسياسات. كما أن المحافظة على العلاقات الأوروبية والأطلسية سيكون أحد المحاور المهمة التي قد تحدد ملامح النجاح أو الإخفاق في مهمته كمستشار جديد.

ختامًا، يبدو أن السياسة الألمانية تدخل مرحلة مفصلية مليئة بالتحديات والفرص، حيث تبقى الأنظار متجهة إلى قدرة حكومة ميرتس المنتظرة على تحقيق طموحات الشعب الألماني والعمل على حلول مبتكرة للتعامل مع القضايا الملحّة على المستويين الداخلي والخارجي، في ظل بيئة سياسية تتسم بالتغيرات السريعة والضغوط المتزايدة على المستوى العالمي.