«مشهد إنساني» و«انفعال قانوني».. صبيحي ينهي حياة شخص في حادثة نادرة

شهدت محافظة لحج اليمنية تنفيذ حكم الإعدام قصاصًا بحق الشاب “ع.ح”، قضية أثارت انتباه الرأي العام بسبب تفاصيلها المؤثرة وموقف القاتل الشجاع الفريد من نوعه، حيث أقدم هذا الشاب على قتل خاله بعد خلاف عائلي، ورغم محاولات عديدة للتوصل إلى العفو أو قبول الدية، أصرّ ولي الدم على تنفيذ القصاص، ما جعل هذه الواقعة تترك أثرًا كبيرًا في المجتمع.

قضية هزت الرأي العام: تفاصيل الجريمة وتنفيذ حكم القصاص

بدأت القصة عندما نشب خلاف بين الشاب “ع.ح” وخاله أدى في نهاية المطاف إلى ارتكابه جريمة القتل العمد، وبالرغم من مرور أكثر من عامين على الواقعة، استمرت العائلة والمجتمع في مناقشة القضية، فقد حاول مشايخ وأعيان وأفراد من الأسرة بذل كل ما في وسعهم لإقناع ولي الدم بالعفو أو قبول الدية، إلا أن هذه المساعي لم تنجح مطلقًا، مما أدى إلى تأكيد وجوب تنفيذ حكم الإعدام القصاصي.

في يوم تنفيذ الحكم، بدا الشاب مستسلمًا تمامًا لإرادة الله ولمصيره المحتوم، حيث طلب بنفسه تسريع التنفيذ ووضع حياته بين يدي القضاء دون أي مقاومة، مشهدًا قلّما يتكرر في ساحات القضاء.

الموقف الإنساني للشاب والمحاولات الأخيرة للعفو

في جلسات المحكمة الأخيرة، اعترف الشاب بجريمته دون إنكار، مما عزز موقف القانون في إصدار حكم الإعدام، ومع ذلك، كان موقفه مريرًا ومؤثرًا للغاية، حيث أبدى احترامه العميق للشرع والقانون، بل طلب بنفسه تنفيذ الحكم عدة مرات عندما حاول البعض تأجيل التنفيذ أملاً في توجه ولي الدم نحو العفو.

ما زاد من تعاطف الحضور خلال تنفيذ الحكم، هو كلمات الشاب الأخيرة التي دعا فيها الجميع إلى التوبة والتواضع أمام الموت، قائلًا “كفى بالموت واعظًا”، موصيًا الحاضرين بالعودة إلى الله، وقائلًا إن المصير لا مفر منه، كانت هذه الكلمات بمثابة رسالة مؤثرة أثرت في جميع من حضروا.

مكانة القصاص وتأثير القضية على المجتمع

تجسد هذه القضية معاني القانون والعدالة الإسلامية التي توازن بين حقوق ولي الدم وحق المجتمع، فقد تركت تنفيذ حكم الإعدام بصورته النهائية أثرًا بالغًا في الحضور وأثارت نقاشات واسعة حول مفاهيم العفو والرحمة والقصاص، حيث باتت نموذجًا واضحًا يعكس عظمة التشريع الإسلامي في تحقيق العدالة إلى جانب إظهار مكانة العفو عند المقدرة.

القضاء اليمني يؤمّن مرونة لولي الدم سواء بقبول الدية أو بالعفو، ورغم ذلك اختار ولي الدم القصاص كحق مشروع دون المساس بمكانة أي من الخيارات، مما دفع المتهم إلى قبول مصيره بكل شجاعة وثبات.

العنوان القيمة
عمر المتهم 23 عامًا
مدة القضية عامين
محاولة العفو فشلت بعد عدة مساعٍ
التوصيات الأخيرة الدعوة إلى التواضع أمام الموت

من خلال هذه الحادثة، تظهر الصورة الإنسانية العميقة للقانون الإسلامي الذي يمزج بين الشدة في تطبيق العدالة وإتاحة الفرصة للصفح في لحظات حاسمة، مما يجعل هذه القضية فرصة لتسليط الضوء على أهمية التوازن بين الحق والرحمة.