«تحيزات خطيرة».. خبراء يحذرون من أثر الذكاء الاصطناعي على النساء والمهمشين

تُعَد قضية التحيزات المدمجة في أنظمة الذكاء الاصطناعي من أبرز القضايا التي باتت تستدعي اهتمامًا عالميًا واسعًا؛ إذ تؤثر هذه التحيزات بشكل خاص على النساء والفئات المهمشة، مما يعزز التفاوتات الاجتماعية بدلاً من الحد منها. في هذا السياق، نظمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع اليونسكو فعالية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع، في إطار الجولة الثانية من مشاورات تقييم جاهزية هذه التقنية في مصر.

فعالية تقييم جاهزية الذكاء الاصطناعي في مصر

جاءت الفعالية لتستكمل مسارًا بدأ في وقت سابق من العام، حيث ركزت الجولة الجديدة على الأبعاد الثقافية والاجتماعية والبيئية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. هذه الفعالية تناولت قضايا جوهرية مثل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كأداة تمكين بدلاً من كونه بديلاً عن الإنسان. وأكدت الدكتورة هدى بركة على أهمية خلق بيئة تقنية عادلة وشاملة ترتكز على بناء الثقة والمسؤولية. كما تم تسليط الضوء على الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي كعامل رئيسي يضع الإنسان في محور سياسات الدولة.

أبرز التوصيات لمعالجة التحيزات المدمجة في الذكاء الاصطناعي

ركزت جلسة “الذكاء الاصطناعي والشمول الاجتماعي” على التحيزات المدمجة في خوارزميات الأنظمة، خاصة تجاه النساء والفئات المهمشة. واتفق المتحدثون على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الثقافة الرقمية ومعالجة التحيزات التقنية. كما تم اقتراح إطلاق حملات وطنية لزيادة التوعية حول استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي، مع التأكيد على تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تراعي التعددية وتمكن جميع فئات المجتمع. بناء القدرات المحلية، هو الآخر، كان محور النقاش بما يضمن تطوير مهارات الأفراد لتحقيق التكامل بين التكنولوجيا والمجتمع.

دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على البيئة والمجتمع

في جلسة تناولت “الذكاء الاصطناعي والاستدامة البيئية”، أكّد الخبراء على أهمية تطويع التكنولوجيا الحديثة لمواجهة التحديات البيئية. اشتملت التوصيات على تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة لتطوير حلول مستدامة باستخدام الذكاء الاصطناعي، معالجة نقص تكامل البيانات البيئية، وتحويل السجلات البيئية إلى صيغة رقمية لدعم الأبحاث. ولضمان تحقيق استدامة استخدام هذه التقنية، تم التشديد على تعزيز الثقة في الأنظمة الذكية وتوسيع الشراكة بين صناع القرار والمؤسسات البحثية.

اختُتمت الفعالية بدعوات لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم الذكاء الاصطناعي المسؤول، مع إطلاق برامج زمالة ومشروعات بحثية مشتركة لبناء اقتصاد رقمي قائم على الابتكار، كما أكدت اليونسكو التزامها بتقديم الدعم الفني والمؤسسي لمصر لتحقيق تطورات أخلاقية ومستدامة في مجال الذكاء الاصطناعي.