«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تواصل التراجع بترقب البيانات الأمريكية الجديدة

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات الأربعاء، تأثرًا بالتوترات التجارية العالمية التي تواصل إلقاء ظلالها على الأسواق. يترقب المستثمرون عدة بيانات اقتصادية أمريكية يمكن أن تحدد اتجاه الفائدة في المستقبل، مع استمرار القلق حول مؤشر الدولار والتضخم ومستوى الاستهلاك. هذه العوامل تعزز حالة الترقب مما ينعكس بشدة على حركة سوق المعادن الثمينة وأسعار الذهب بشكل خاص.

أسباب تراجع أسعار الذهب العالمية

من الأسباب الرئيسية وراء تراجع أسعار الذهب انخفاض العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 0.5% لتصل إلى 3317 دولارًا للأوقية. وبلغ التغيير اليومي للسعر الفوري للذهب 0.38% هبوطًا إلى 3304.8 دولار، بالرغم من تقديمه أداءً إيجابيًا على المدى الشهري بارتفاع قدره 6% لشهر أبريل. يعتبر استقرار مؤشر الدولار عند 99.25 نقطة، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل عملات عالمية أخرى، أحد العوامل التي تؤثر سلبيًا على الذهب نظرًا لأن ارتفاع قيمة الدولار يجعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الدوليين.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على الذهب

يلعب الاقتصاد الأمريكي دورًا محوريًا في تحديد مسار الذهب عالميًا. من المقرر صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي اليوم بالإضافة إلى نفقات الاستهلاك الشخصي وتقرير الوظائف في القطاع الخاص، ما يجعل الأسواق المالية والمستثمرين في حالة ترقب لما قد تعكسه هذه البيانات بشأن الوضع الاقتصادي الأمريكي. إذا أظهرت البيانات اعتدالًا في الأسعار، فقد يدفع ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتوجه نحو خفض أسعار الفائدة، وهو ما يدعم أسعار الذهب. وفي حالة ارتفاع مفاجئ في هذه البيانات، قد تؤثر سلبًا على أسعار الذهب إذ تعيد التوقعات بتشديد السياسة النقدية.

أداء المعادن الثمينة الأخرى وتأثيرها على الأسواق

إلى جانب الذهب، تُظهر أسواق المعادن الثمينة تحركات متفاوتة، حيث تراجعت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 1.52% لتصل إلى 33.07 دولار للأوقية، بينما انخفض السعر الفوري للبلاتين بنسبة 0.29% ليبلغ 978.48 دولار. تُعد هذه التراجعات مؤشرًا على تأثير العوامل الاقتصادية الكلية على الطلب العالمي على المعادن. يعتبر التغير في مضامين السوق دلالة مباشرة على دور السياسة النقدية الأمريكية وتوقعات التضخم العالمي في تشكيل حركة السوق.

في الختام، تُعد تقلبات أسعار الذهب مقرونة بالمعطيات الاقتصادية والمتغيرات الجيوسياسية مؤشرًا حيويًا على وضع الاقتصاد العالمي. الاستثمار في الذهب مرتبط بتوقعات السياسة النقدية، وبالتالي يتطلب متابعة مستمرة وقراءة دقيقة للتحولات الاقتصادية والتحركات الجيوسياسية لضمان تحقيق مكاسب طويلة الأجل للمستثمرين.