«غضب واسع».. المصريون يعبرون عن استيائهم لتأخر وصول العاصفة الجوية

تأخر وصول العاصفة الجوية إلى مصر أثار موجة من ردود الأفعال الطريفة والجادة بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سادت حالة من المزاح الساخرة والمخاوف الفعلية من تأثيراتها المتوقعة، وذلك عقب تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية حول انخفاض درجات الحرارة ورياح مثيرة للأتربة مع فرص هطول أمطار متفرقة؛ فما الذي حدث وكيف تفاعل المصريون مع تأخرها؟.

تفاعل المصريين الطريف مع تأخر العاصفة الجوية

المصري بطبيعته يميل إلى الطرافة حتى في أصعب الظروف، وهو ما برز بوضوح مع تأخر العاصفة الجوية التي تم التحذير منها مسبقًا، فامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة تنوعت بين النكت والمواقف اليومية، إذ علّق أحد المستخدمين قائلاً: “العاصفة بتأخذ حقها في النوم متأخرة ككل شيء في مصر”، بينما قال آخر: “كأن العاصفة فاتت على زحمة مرور القاهرة!”.

لم يقتصر الأمر على المزاح فقط، بل طال النصائح الساخرة التي قدمها البعض لتجنب الآثار الكارثية للعاصفة، مثل تعليق يقول: “لو غسلت عربيتك، أو ظهرت الشمس فجأة، تأكد أن العاصفة ستكون أعنف… هذا تحذير علمي!”، كما عبّر البعض الآخر عن حيرتهم بين تجهيز استعدداتهم وتحمل أوقات الانتظار الطويلة، حيث كتب أحدهم: “مواعيد العاصفة زي مواعيد مترو الأنفاق، دايمًا فيه تأخير!”.

وعلى الرغم من المزاح الظاهر، لم تغب التحذيرات الجادة عن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تم تداول منشورات للتأكيد على أهمية الحذر أثناء القيادة وخاصة على الطرق السريعة والزراعية، مع التشديد على ضرورة تثبيت أي أغراض يمكن أن تسبب خطورة حال اشتداد الرياح.

الإجراءات الاحترازية لتأمين المواطنين من العاصفة الجوية

بالتزامن مع المزاح والتفاعل الطريف على مواقع التواصل، استجابت الجهات المختصة لتحذيرات الأرصاد الجوية واتخذت إجراءات احترازية عاجلة، حيث تم إعلان حالة الطوارئ القصوى في عدد من المحافظات التي يُتوقع أن تكون الأكثر تأثرًا بالعاصفة، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير لتأمين الطرق والممرات الرئيسية وتوفير الأدوات اللازمة للتعامل السريع مع أي تداعيات قد تطرأ.

كما أُصدرت توجيهات للمواطنين بالبقاء في المنازل إلى أقصى وقت ممكن، خاصة في أوقات الذروة للأرصاد، فيما أعلنت بعض المحافظات تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات كإجراء احترازي لحماية الطلاب. علاوة على ذلك، شهدت بعض المناطق نشر فرق الطوارئ لسرعة الاستجابة لأية ظروف طارئة قد تصاحب انخفاض الرؤية أو تراكم الأتربة بفعل الرياح القوية التي تصل سرعتها المتوقعة إلى أكثر من 60 كيلومترًا في الساعة.

العاصفة الجوية وتأثيرها المتوقع طبقًا للأرصاد

بحسب هيئة الأرصاد الجوية، ينتج تأثير العاصفة عن منخفض خماسيني قادم من المناطق الصحراوية، والذي يصاحب انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة وانتشارًا واسعًا للأتربة العالقة في الهواء، مما يجعل الرؤية الأفقية منخفضة بصورة كبيرة خاصة في المدن الجديدة والمناطق المفتوحة. تشير التوقعات إلى إمكانية تأثر عدد كبير من المحافظات، حيث تتراوح سرعات الرياح بين 50 إلى 80 كيلومترًا في الساعة.

وأوضحت الهيئة أن أبرز المناطق تأثراً بالعاصفة تشمل الطرق الصحراوية والزراعية، حيث ترتفع معدلات التعرض للحوادث المرورية بسبب سرعة الرياح وقلة الرؤية، مشيرة إلى ضرورة استخدام الأقنعة الواقية خاصة بين من يعانون من مشكلات بالجهاز التنفسي، حيث يُنصح بتجنب الخروج في أوقات الذروة المحتملة ونقل الأغراض المتحركة إلى أماكن آمنة.

ختامًا، يظل التفاعل المصري مع مثل هذه الأحداث يعكس طبيعته التي تجمع بين الجد والهزل، لكن وسط كل هذا المزاح، لا يمكن إنكار أهمية الاستعداد والتقيد بالإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة الجميع أمام الظواهر المناخية المفاجئة.