«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع 17 دولارًا مع ترقب بيانات أمريكية

شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا ملحوظًا مع استمرار سلسلة الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، حيث تأثرت الأسواق بتحركات مؤشر الدولار الأميركي الذي شهد ارتفاعًا طفيفًا، بالتوازي مع تراجع حدة التوترات التجارية على الساحة العالمية، وهو ما أدى إلى خفض الطلب على الذهب كملاذ آمن، خصوصًا مع ترقب بيانات اقتصادية أميركية مهمة لتقييم تطورات أسعار الفائدة في المستقبل.

انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب اليوم

تراجعت أسعار الذهب في تعاملات اليوم على نحو ملحوظ، وبحلول الساعة 06:21 صباحًا بتوقيت غرينتش، شهدت العقود الآجلة للذهب، تسليم يونيو/حزيران 2025، انخفاضًا بنسبة 0.52% بما يُعادل 17.4 دولارًا لتصل إلى 3316.20 دولارًا للأوقية، كما انخفضت أسعار التسليم الفوري بنسبة 0.35% لتسجل 3305.83 دولارًا للأوقية، في حين استمر الأداء السلبي لمعدن الفضة الذي تراجع بنسبة 0.23% إلى 32.86 دولارًا للأوقية، وفي المقابل شهد البلاتين ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.05% مسجلًا 981.83 دولارًا للأوقية.
ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.01% ليسجل 99.23 نقطة، مما أثر سلبًا على أسعار السلع المقومة بالدولار الأميركي مثل الذهب، ويُعزى ذلك إلى تعزيز قوة الدولار أمام العملات الأخرى، مما قلل من جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين الدوليين.

تحليل أوضاع سوق الذهب

بحسب الخبراء في الأسواق المالية، فإن التقلبات الأخيرة في أسعار الذهب تأتي متماشية مع التحركات الأوسع للدولار، حيث أرجع نيكولاس فرابيل، رئيس الأسواق المؤسسية في “إيه بي سي رفينيري”، الانخفاض في أسعار الذهب إلى التعافي البسيط في أداء العملة الأميركية، ورغم إعلان الولايات المتحدة تخفيف بعض الرسوم الجمركية، أشار كايل رودا، المحلل في “كابيتال.كوم”، إلى أن الشفافية واليقين الاقتصادي بشأن السوق الأميركي لا تزال مهتزة، مما أبقى الزخم السلبي للأسواق.
وأضاف المحللون أن حالة من الحذر تسود الأسواق مع ترقب بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي المنتظر صدورها، فضلًا عن بيانات الوظائف غير الزراعية المرتقبة يوم الجمعة، وكل هذه الأرقام ستُحدد بوضوح اتجاه الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيض أسعار الفائدة الذي يتوقعه المتداولون بنحو 95 نقطة أساس خلال الأشهر القادمة.

مستقبل أسعار الذهب: ترقب قرارات الأسواق المالية

لاتزال الأسواق تراقب عن كثب الوضع الاقتصادي المتقلب على المستوى العالمي وتداعياته على أسعار الذهب، حيث إن أي مفاجأة إيجابية في بيانات التضخم أو الوظائف قد تُبدد التوقعات القوية بخفض أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه أن يُؤثر سلبًا على الطلب على الذهب كملاذ آمن، ورغم أن الذهب سجل أعلى سعر تاريخي له عند مستوى 3500.05 دولار للأوقية في أبريل الماضي نتيجة للتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، إلا أن احتمالية التراجع ما زالت قائمة بفعل التطورات الاقتصادية العالمية.
في ظل هذه الأوضاع، يُعتبر الذهب دائمًا أداة استثمارية يرتبط أداؤها بالتطورات الاقتصادية العالمية، مما يجعل المستثمرين بحاجة إلى متابعة دقيقة للأسواق واستراتيجياتهم الاستثمارية لتحقيق أفضل العوائد.