تشكل تربية الأطفال أحد أهم المسؤوليات التي يتحملها الآباء، فهي ليست مجرد عملية لتعليم القيم أو تنمية المهارات، وإنما هي عامل رئيسي لتشكيل مستقبلهم. تبنت عالمة النفس “أليسون جوبنيك” في كتابها “البستاني والنجار” عام 2016 نظرتين فلسفيتين مختلفتين في التربية: الأولى تشبه النجار الذي يخطط لمنتج نهائي محدد، والثانية تمثل البستاني الذي يوفر بيئة خصبة للنمو دون تحكم مباشر.
نموذج “النجار” في التربية وتأثيره على الأطفال
يعتمد نهج “النجار” في التربية على التحكم المباشر في حياة الأطفال، فيسعى الآباء لتحديد مسار أبنائهم بنفس الطريقة التي يخطط بها النجار لتشكيل منتجه النهائي. يتبع هؤلاء الآباء أساليب صارمة تشمل الجداول الزمنية، الأنشطة المصممة، وحتى تحديد المهارات التي يجب أن يكتسبها الطفل. قد تبدو هذه الطريقة فعالة في البداية، إلا أن نتائجها أحيانًا تكون عكسية، حيث إنها تقلل من فرص الأطفال في التعلم الذاتي وتطوير مهارات شخصية كالمرونة والإبداع. ووفق أبحاث جامعة كولورادو بولدر عام 2014، فإن الأطفال الذين يخضعون لجدولة زائدة يعانون من ضعف في مهارات الوظائف التنفيذية وإدارة الذات.
من ناحية أخرى، توضح جوبنيك أن هذا النهج لا يأخذ في الحسبان التنوع البشري أو خصائص الطفل الفردية. على سبيل المثال، الطفل الخجول ليس بالضرورة أن يصبح اجتماعياً عند اتباع هذه الطريقة، بل قد تزداد معاناته من القلق والتوتر بسبب الضغوط الأكاديمية والاجتماعية المفروضة عليه، مما يؤثر على تطوره النفسي بشكل سلبي.
فلسفة “البستنة” كأسلوب تربوي إيجابي
يتيح نهج “البستنة” في التربية بيئة داعمة للأطفال تنمي قدرتهم على الاستقلال والتكيف مع العالم. يشبه الآباء الذين يتبعون هذا النهج البستاني الذي يهتم بتوفير الظروف المثالية لنمو نباتاته بدون إجبارها على شكل معين. يركز هذا الأسلوب على تمكين الأطفال من استكشاف بيئتهم بحرية، وتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة. يهيئ الآباء “البستانيون” لأطفالهم فرصًا للنمو بناءً على اهتماماتهم واحتياجاتهم الطبيعية، دون فرض التوقعات أو القواعد الصارمة.
دراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2011 وضحت تأثير هذا النهج الإيجابي. حيث أظهرت أن الأطفال الذين تُركت لهم حرية اللعب والتجربة استكشفوا المزيد من المهارات الوظيفية لألعابهم مقارنة بالأطفال الذين تلقوا تعليمات مسبقة، مما يشير إلى أن التوجيه الزائد يحد من الإبداع.
لماذا يجب اعتماد نموذج “البستنة” في التربية؟
مع تغير أنماط الحياة وزيادة التحديات المجتمعية، يتزايد الضغط على الآباء للتحكم في تنشئة أطفالهم بالطريقة المثلى. يعتمد نهج البستنة على قبول أن العالم مليء بالمفاجآت، وقد تكون الأحداث والتجارب غير المخططة هي الأكثر إفادة للأطفال. يساعد هذا الاتجاه على تعزيز الفضول الطبيعي، دعم المهارات الاجتماعية، وتطوير شخصية مستقلة ومكتفية ذاتيًا لدى الطفل. بالإضافة إلى ذلك، يبرز هذا النموذج مفهوم التكيف مع البيئة، مما يعني مواجهة التحديات كفرص للنمو بدلاً من عوائق.
الفلسفة | التأثير على الطفل |
---|---|
نموذج النجار | الحد من الاستكشاف وتطوير مهارات محدودة |
نموذج البستنة | زيادة الحرية، الفضول، والاستقلالية |
باتباع نهج “البستنة”، يمكن للآباء دعم أطفالهم ليصبحوا أفرادًا متوازنين ومسؤولين، بينما تستمر القيم الأساسية في التطور داخل بيئة تتسم بالدعم والتفاهم، بدلاً من التحكم المفرط والضغط المستمر.
التحول الرقمي يقود نمو برامج المدفوعات الحكومية الإلكترونية بشكل مستدام في المصرف المتحد
الأقصر تستضيف المؤتمر الدولي الخامس عشر لبحث الاستدامة والتنمية في السياحة والتراث
يا سلام شوف مباراة ليفربول ووست هام بث مباشر في الدوري الإنجليزي اليوم
“وفر مالك الآن”.. خطوات بسيطة وقانونية لتخفيض المخالفات المرورية في السعودية بسهولة وأمان
مشاهدة مباراة الأهلي والرائد اليوم بث مباشر بدون تقطيع عبر يلا شوت تويتر
بكل حب واحترام.. فخامة الرئيس يضيء المكان بحضوره المميز
فرصة لا تفوتك: سعر ومواصفات سامسونج Galaxy M56 وأبرز المميزات المذهلة
نتيجة مباراة جالاكسي ضد ماتيبيلي اليوم.. التشكيلة وجدول الدوري الإنجليزي الممتاز