«ارتفاع قوي» لأسعار الذهب مع تراجع الدولار وتطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملموسًا في الأسواق العالمية خلال تعاملات يوم الأربعاء، متأثرة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية بعد بدء تنفيذ الرسوم الجمركية الأمريكية على بعض الواردات، مما زاد من التقلبات الاقتصادية والتأثيرات السلبية على الأسواق العالمية. يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في الوقت الذي تواجه فيه الأسواق موجة من عدم الاستقرار وسط توترات تجارية متزايدة بين الاقتصادات الكبرى.

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على أسعار الذهب

دخلت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على العديد من السلع المستوردة حيز التنفيذ؛ مما أدى إلى ارتفاع التوتر بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وخاصة الصين. وقد بلغت هذه الرسوم الجمركية على بعض الواردات نسبة 104%، مما أثار احتمالات ردود فعل انتقامية من الصين. هذا التوتر رفع الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الذين يهربون من الأسواق المالية المضطربة. الجدير بالذكر أن التوتر التجاري يعزز عدم استقرار الدولار، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية نظراً لعلاقته العكسية مع العملة الأمريكية.

العوائد الفصلية لأسعار الذهب والمعادن الأخرى

سجلت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو ارتفاعًا بنسبة 1.44% ليصل إلى 3033.4 دولار أمريكي للأوقية، بينما ارتفع سعر التسليم الفوري بنسبة 1.17% إلى 3018.21 دولار. فضلًا عن ذلك، شهدت الفضة تسليم مايو مكاسب بنسبة 0.75% لتصل إلى 29.91 دولار، وارتفع البلاتين بنسبة 0.59% إلى 927.03 دولار للأوقية. هذه الزيادات تأتي مدفوعة بالطلب المتزايد على المعادن الثمينة كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق وتقليل جاذبية الدولار، الذي تراجع مؤخرًا بنسبة 0.75% ليصل إلى 102.17 نقطة وفق مؤشر الدولار الأمريكي.

دور البنوك المركزية والصناديق الاستثمارية في دعم أسعار الذهب

ساهم الدعم المستمر من البنوك المركزية التي كثّفت عمليات شراء الذهب، إضافة إلى التدفقات الكبيرة إلى الصناديق المتداولة، في تعزيز أسعار الذهب هذا العام؛ إذ سجل الذهب ارتفاعًا سنويًا تجاوز 13%. ويظهر هذا الدعم في ظل انخفاض العائد على الأصول الأخرى مع بروز مخاوف جديدة مرتبطة بالاستثمار في العملات الرقمية والأسهم، حيث يفضل المستثمرون الذهب بسبب استقراره النسبي. تلعب البنوك المركزية دورًا محوريًا في دعم ارتفاع الطلب العالمي على الذهب نتيجة للمخاطر الجيوسياسية والتوترات الاقتصادية الكبرى التي تضفي مزيدًا من الغموض على الأسواق العالمية.

في الختام، تشير المعطيات الحالية إلى استمرار زيادة أسعار الذهب كملاذ آمن في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، وتبقى التوترات القائمة وأداء الدولار من المؤثرات الأبرز التي تشكل ديناميكيات السوق خلال الفترة القادمة.