«جرائم صادمة».. الهلال تكشف حقائق الفكر الصهيوني في عددها الجديد

تواصل مجلة الهلال العريقة، التي تأسست عام 1892، ريادتها في تقديم محتوى فكري وثقافي متميز، حيث يفرد عددها الجديد مساحة لفتح ملف جرائم الفكر الصهيوني وتحليل جذوره، مُقدمةً رؤية عميقة تسلط الضوء على أيديولوجيات صاغها الفكر الصهيوني منذ تأسيسه، وتناقش بأدلة واضحة كيف يستغل هذا الفكر خطابات دينية وسياسية لخدمة أهدافه العدوانية.

الفكر الصهيوني وتحليل جذوره الأيديولوجية

ساهم العديد من المفكرين البارزين على مر العصور في تفكيك أيديولوجيا الفكر الصهيوني وكشف تناقضاته، بحيث غدت التحليلات التي قدمها أمثال عباس محمود العقاد وجمال حمدان وغيرهما منارة للمتخصصين في هذا المجال، حيث أشار هؤلاء المفكرون إلى جذور الفكر الصهيوني التي تعود إلى تيودور هرتزل، والذي استغل الظروف الاجتماعية والسياسية في أوروبا آنذاك لخلق أيديولوجيات تدفع نحو الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بدعوى أنها “أرض الميعاد”، ورغم تظاهر الفكر الصهيوني بأنه يرتكز على تعاليم دينية، إلا أن الكتابات المعاصرة أظهرت تداخله الواضح مع المصالح الاستعمارية الكبرى.

دور المفكرين في مواجهة الفكر الصهيوني

ركزت العديد من الدراسات النقدية على إبراز الأهداف الحقيقية للفكر الصهيوني ومحاولة ردع تأثيراته، فقد تصدى جمال حمدان لهذا الفكر من خلال موسوعته الجغرافية الشهيرة “شخصية مصر” حيث فضح الاستراتيجيات الممنهجة للاحتلال الصهيوني في سرقة الأرض والهوية، فيما قدم نعوم تشومسكي وروجيه جارودي رؤًى تحليلية تستند إلى التجربة الغربية في استخدام الحركات الصهيونية لخدمة قوى الهيمنة بالعالم. ومن بين أبرز المفكرين العرب، أبرَز عبد الوهاب المسيري آليات التفكير الصهيوني في كتابه الشهير “الموسوعة اليهودية”، في حين فضح نورمان فينكلشتاين الأكاذيب المستخدمة لتبرير الاحتلال وسلب الحقوق الفلسطينية.

مجلة الهلال: منبر للفكر والتنوير

منذ تأسيسها، شكلت مجلة الهلال منصة لا غنى عنها لنشر الفكر المستنير وتحفيز النقاش حول أهم قضايا المنطقة والعالم، فقد تجاوزت المجلة دورها كوسيلة ثقافية، لتصبح حارسًا للهوية الثقافية والفكرية في العالم العربي، ففي عددها الجديد، كرمت المجلة المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري من خلال إعادة نشر مقال نادر له يعكس رؤيته في تحليل نشأة الفكر الصهيوني، مما يؤكد أهمية إعادة اكتشاف التراث الفكري لتأصيل الوعي بالقضايا المصيرية، وكانت مجلة الهلال، التي أطلقها جورجي زيدان عام 1892، قد لعبت دورًا فارقًا في الحركة الثقافية العربية بأقلام نخبة من المفكرين والباحثين.

ختامًا؛ تُعد مجلة الهلال نموذجًا يُحتذى به في الدفاع عن القضايا العربية وترسيخ الهوية الثقافية، مستمرة في تقديم رؤًى تحليلية شاملة تهدف إلى مواجهة التحديات الفكرية والثقافية، وتساهم بذلك في تشكيل وعي الأجيال القادمة.