«سجن جماعي».. ميليشيا الحوثي تحوّل جزيرة كمران إلى مركز احتجاز مرعب

جزيرة كمران اليمنية تواجه حقبة مظلمة غير مسبوقة بفعل ممارسات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حيث جعلت منها سجنًا جماعيًا معزولًا عن العالم الخارجي. سكان الجزيرة محاصرون بالكامل بلا أي وسائل اتصال أو حرية تنقل، مما يفاقم معاناتهم الإنسانية يومًا بعد يوم، وسط تصاعد الانتهاكات الخطيرة التي تستهدف المدنيين، متجاهلة بشاعة الأوضاع والقوانين الدولية التي تحظر مثل هذه التصرفات.

ميليشيا الحوثي تعزل جزيرة كمران عن العالم الخارجي

ذكرت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي قطعت جميع الاتصالات عن جزيرة كمران في محافظة الحديدة، وفرضت عزلة تامة على سكانها، محولة إياها إلى ما يشبه السجن المغلق. يواجه السكان حظرًا صارمًا على التواصل مع ذويهم أو العالم الخارجي، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية، وخاصة حق الاتصال وحرية الحركة. تأتي هذه الإجراءات استجابة لهجمات جوية مكثفة استهدفت مواقع الحوثيين بالجزيرة خلال الأسابيع الماضية، حيث تجاوز عدد الغارات الثمانين، مما دفع الحوثيين إلى تنفيذ أعمال انتقامية ضد المدنيين.

اعتقالات تعسفية داخل الجزيرة بذريعة التجسس

أفاد مسؤولون وناشطون أن ميليشيا الحوثي نفذت حملة اختطافات واسعة شملت عشرات من سكان الجزيرة، حيث اتهمتهم زورًا بالتجسس لصالح قوى أجنبية دون أدلة قانونية. كشف نائب مدير مكتب حقوق الإنسان في الحديدة، غالب القديمي، أن المعتقلين يتعرضون للتنكيل والاختفاء القسري، بينما تواجه عائلاتهم تهديدات تمنعهم من رفع أصواتهم أو المطالبة بحقوق أبنائهم، كما أشار المسؤول إلى أن عمليات الاعتقال تتم خارج الأطر القانونية وبلا مذكرات قضائية، ما يزيد من شعور الأهالي بعدم الأمان والقهر اليومي.

دعوات عاجلة لتدخل المجتمع الدولي في كمران

مع استمرار معاناة الجزيرة، دعا ناشطون حقوقيون ومسؤولون دوليين إلى التدخل العاجل لإنقاذ سكان الجزيرة من قبضة الميليشيا الحوثية، حيث أصبحت كمران رمزًا للعزلة والقمع الممنهج. أكدت التقارير أن الانتهاكات بحق سكان الجزيرة تشمل الاحتجاز التعسفي والتعذيب الجسدي والنفسي. رغم تصاعد هذه الأزمات الإنسانية، يلتزم المجتمع الدولي الصمت حيال البؤس الذي يعانيه أهالي كمران، مما يثير قلقًا متزايدًا من تفاقم حجم الكارثة الإنسانية.

سكان جزيرة كمران يناشدون العالم باتخاذ مواقف جادة لإنهاء عزلتهم، مطالبين بضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية وإيقاف حملات الاعتقال العشوائي. يأمل السكان أن تتحول الدعوات إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، لوقف الانتهاكات التي تفاقم مآسيهم الانسانية، فيما يظل المجتمع الدولي مسؤولًا عن تخفيف وطأة الأزمة والتدخل لإنقاذ الأرواح التي تعيش معاناة مستمرة بلا أفق واضح للحل.