«حريق هائل» يلتهم مصنع بلاستيك بعد غارة عنيفة وسط تصاعد الدخان الكثيف

اندلع حريق كبير ليلة أمس جنوب العاصمة اليمنية صنعاء في مصنع بلاستيك يملكه رجل الأعمال “الحبيشي”، نتيجة وصول ألسنة اللهب إليه جراء غارة جوية استهدفت مخزنًا للأسلحة يتبع الحوثيين في المنطقة. وقد أدى الحريق إلى تدمير المصنع وانتشار سحب كثيفة من الدخان في المنطقة، مما أثار قلق السكان المحليين من احتمالية تفاقم الحادث.

اندلاع حريق في مصنع البلاستيك بسبب غارة جوية على الحوثيين

وقع الحريق نتيجة استهداف طيران أمريكي مخزنًا للأسلحة تابعًا للحوثيين، حيث تسبب الانفجار الناتج عن القصف في نشوب النيران وامتدادها بسرعة إلى مصنع البلاستيك الموجود بالقرب منه. يذكر أن الموقع المتضرر يقع في منطقة قاع القيضي بمحافظة صنعاء. وفقًا للمعلومات الأولية، استغل الحوثيون المنطقة لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة منذ سيطرتهم على معسكرات الحرس الجمهوري خلال عام 2017 بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

أفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية قامت بحفر مخازن تحت الأرض في وقت سابق لتجنب استهدافها، ما جعل تلك المواقع عرضة للاستهداف لاحقًا نتيجة الكشف عن هذه الأنشطة. تسببت هذه الغارات في دمار شامل للمنشآت الموجودة قرب مخزن الأسلحة ونشوء أزمة إنسانية وإغاثية نظراً لانعدام التجهيزات للسيطرة على الحرائق في المناطق الخطرة.

تداعيات استهداف مصنع البلاستيك والبنية التحتية

أدى الحريق إلى تدمير المصنع بأكمله، حيث أصبح من الصعب احتواء ألسنة اللهب بسبب كميات الوقود المتوفرة والمواد البلاستيكية التي ساهمت في تفاقم انتشار النيران. وأوضح شهود عيان أن محاولات فرق الإطفاء كانت محدودة بسبب المخاطر المحيطة بالمكان والخشية من تفجيرات إضافية قد تكون كامنة بين الركام. كما ظهر قلقٌ كبير بين السكان المحليين بسبب تصاعد أعمدة دخان سامة إلى الهواء، وسط غياب حلول فورية للسيطرة على الكارثة.

ووفقًا لتأكيدات بعض الخبراء، تعزو هذه الحوادث إلى لجوء الحوثيين إلى استخدام أملاك القطاع الخاص لتخزين الذخيرة والأسلحة، ما يعرض المنشآت المجاورة لخطر دائم ويزيد من معاناة الأفراد والشركات المحلية في العاصمة وضواحيها.

الإجراءات المطلوبة لتجنب كوارث مماثلة

للحد من الحوادث والخسائر المشابهة، هناك حاجة ملحة لتعزيز الأمن المجتمعي واتخاذ إجراءات صارمة تمنع تحويل المنشآت المدنية إلى مواقع لتخزين الأسلحة والذخيرة. كما يجب أن تُفعَّل التدخلات الطارئة من قبل السلطات المحلية لضمان جاهزية فرق الإطفاء واستعدادها للتعامل بفعالية مع مثل هذه الحرائق. إضافة إلى ذلك، يجب تنفيذ رقابة شاملة على مواقع تخزين المواد الخطرة وتحديد سياسات واضحة لمعالجة هذا الملف لتجنب تأثيراته المتزايدة على سلامة المدنيين والبنية التحتية.

وفي ظل استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، يبقى ملف الأمان في صنعاء أحد أبرز التحديات التي تتطلب تعاونًا محليًا ودوليًا لتقليل الخسائر الناتجة عن هذا النوع من الكوارث.