«الثقافة البصرية».. تأثير قوي في تشكيل الوعي وتوجيه الفكر المجتمعي

تمحورت إحدى فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب حول جلسة نقاشية نظمتها دار ديوان للنشر لمناقشة كتاب “التثقيف زمن التأفيف” للكاتبة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، أول سفيرة للثقافة العربية لدى “الألكسو”. خصصت الجلسة لتسليط الضوء على تأثير الثقافة البصرية والسرد البصري في تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافي، مع إبراز دور الكتاب وأفكاره الفريدة.

الثقافة البصرية ودورها في تشكيل الهوية

تتزايد أهمية الثقافة البصرية في عصرنا الحالي بوصفها أداة رئيسية لنقل الأفكار والتأثير بالرأي العام، فقد أصبحت الصور والتصاميم وسائل تعبير تتجاوز الحواجز اللغوية وتؤدي دورًا محوريًا في تشكيل الهويات الفردية والجماعية، تناول الكتاب هذا التأثير بعمق، مستعرضًا كيفية استخدام اللغة البصرية في بناء السرد والتفاعل الإنساني وتحفيز العاطفة، ومن زاوية تحليلية، أوضح الكتاب كيف استطاعت منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وتيك توك أن تحول السرد البصري إلى أداة حقيقية قادرة على تغيير المعتقدات والقناعات، مما جعلها مرآة تعكس مجتمعاتنا الحالية.

كتاب “التثقيف زمن التأفيف” ورؤية مختلفة للثقافة

يعد كتاب “التثقيف زمن التأفيف” من الإصدارات المميزة التي تسلط الضوء على قضايا متعددة ترتبط بالثقافة والمجتمع والنفس البشرية، فمن خلال استعراضه لمفهوم “التأفف”، يقدم الكتاب رؤية مختلفة تعكس حالة التأمل في ممارساتنا اليومية والتغيرات الثقافية التي تطرأ علينا، يناقش الكتاب أيضًا فكرة “التأفف المبدع”، وهي حالة تجمع بين التفكير النقدي والحوار البنّاء الذي يعزز من الفهم المتبادل، استُخدمت في هذا الكتاب أمثلة واقتباسات ثرية من التراث العربي لإضفاء عمق معرفي على الموضوعات المطروحة، ما يجعل القارئ متشوقًا لاستكشاف تلك الرؤى والأفكار بعمق.

التصميم البصري وسرد القصة

تناولت الجلسة أيضًا الجانب الفني المرتبط بتصميم غلاف كتاب “التثقيف زمن التأفيف”، حيث أوضح المصمم كريم آدم كيفية تقديم غلاف يمزج بين النوستالجيا والتاريخ والحداثة، مؤكداً أن الصورة ليست مجرد وسيلة لجذب الانتباه ولكنها قوة قادرة على تغيير الوعي وتشكيل الذاكرة الجمعية، إضافة إلى ذلك، تم النقاش حول مسؤولية الكُتّاب والمصممين في تقديم محتوى بصري جذاب وعميق يحترم عقلية المتلقي ويترك أثرًا إيجابيًا، بهذا الشكل، يضمن المحتوى البصري استمرارية التأثير وتحقيق أهدافه الاجتماعية والثقافية بشكل فاعل.

اختتم المشاركون الجلسة بالتأكيد على أهمية تعزيز الوعي بالقوة الكبيرة التي تحملها الثقافة البصرية في حياتنا اليومية، حيث تمثل أداة قوية للتواصل، وبوابة للابتكار والتغيير الذي يعكس هويتنا ويسهم في بناء مستقبل أكثر إبداعًا وتوازنًا.