«غضب شعبي» يجتاح الشارع و«الانتقالي» يسعى للسيطرة وسط انهيار للخدمات

تعيش مدينة عدن، العاصمة المؤقتة في اليمن، أوقاتًا عصيبة وسط أزمات متفاقمة طالت مختلف جوانب الحياة اليومية؛ إذ يعاني المواطنون من انقطاع متكرر للكهرباء والخدمات الأساسية، إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، وفي خضم ذلك، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن كلاعب رئيسي، وسط اتهامات متزايدة بالتقاعس عن تحمل المسؤولية وتقديم حلول ملموسة للأزمة الراهنة.

المجلس الانتقالي الجنوبي وتحمل المسؤولية في عدن

على الرغم من سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على جميع مفاصل العاصمة المؤقتة عدن، من المؤسسات المدنية إلى الأجهزة الأمنية والخدمية، فإن الانتقادات تتزايد تجاهه بسبب فشله الإداري وغياب استراتيجية واضحة لحل الأزمات، فقد وعد القائم بأعمال رئيس المجلس علي الكثيري بعقد مؤتمر صحفي لتوضيح “الأسباب الحقيقية” للأزمات وتحميل شركائه في الحكومة اليمنية المسؤولية، متهمًا بشكل خاص رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الحكومة أحمد بن مبارك بالتقصير؛ لكن هذا النهج قوبل بتساؤلات واسعة من المراقبين الذين يرونه محاولة للتنصل من المسؤولية المباشرة.

تدهور الأوضاع المعيشية يزيد من الغضب الشعبي تجاه الانتقالي

الأوضاع المعيشية في عدن تتراجع بشكل سريع وتثير حالة غضب شعبي غير مسبوق، إذ يعاني المواطنون من انقطاع المياه والكهرباء، فضلًا عن انهيار العملة المحلية وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية؛ هذه المشكلات المستمرة دفعت السكان إلى الخروج في احتجاجات ساخطة تطالب بحلول عاجلة من المجلس الانتقالي، حيث وصفوا أداء المجلس بالفشل التام في تحسين الوضع العام على الرغم من تحكمه في الموارد المحلية؛ وبحسب المواطنين، يعكس هذا الوضع غياب الرؤية والشفافية لدى المجلس، وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إليه.

غضب متصاعد ودعوات للمحاسبة

وسط هذه الأجواء المتوترة، تتصاعد الأصوات المطالبة بمحاسبة المجلس الانتقالي ومراجعة سياساته؛ المواطنون يرون أن الشعارات التي يرفعها المجلس لا تتناسب مع الواقع المعيشي المأساوي في عدن والمناطق المحررة، كما يبرز اسم عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس وعضو مجلس القيادة الرئاسي، في قائمة الانتقادات، حيث يتساءل المواطنون عن دوره في تحسين الوضع الراهن؛ في الوقت الذي تعاني فيه العاصمة من أكبر انهيار اقتصادي وخدمي منذ عقود، وفي مواجهة هذه الأزمة، يعتمد المجلس على اتهاماته المتكررة لشركائه في الحكومة بمحاولة تبرير التقصير الواضح الذي يواجهونه بشكل يومي.

التحدي الوضع الحالي
الكهرباء انقطاعات يومية طويلة
الوضع الاقتصادي انهيار العملة وزيادة الأسعار
الأمن تدهور وصراعات داخلية

يبقى مستقبل عدن مرهونًا بالتغييرات الحقيقية التي يمكن أن تحدث على أرض الواقع بعيدًا عن الخطاب السياسي المتكرر، إذ ينظر المواطنون إلى الواقع الخدمي والاقتصادي كمعيار أساسي للحكم على أداء المجلس الانتقالي والشركاء في العملية السياسية.