«مقتل قيادات».. غارات أمريكية تستهدف خبراء صواريخ في هجوم جديد

لقي تسعة من عناصر جماعة الحوثي مصرعهم، بينهم قيادات ميدانية وخبراء عسكريون، في ضربات جوية شنّتها مقاتلات أمريكية على شرق العاصمة صنعاء، وفق مصادر يمنية. الهجوم ركّز على مواقع استراتيجية مرتبطة بمنظومة الدفاع الجوي “فاطر 1″، وهي منظومة تعكس جهود المتمردين لتطوير قدراتهم المحلية ضد الطائرات الحربية. عملية القصف تعتبر خطوة تصعيدية ضمن استراتيجية واشنطن لاحتواء تهديدات الحوثيين في المنطقة.

الغارة الأمريكية على صنعاء تستهدف قيادات الحوثيين

تعرّض معسكر “براش” الواقع على الأطراف الشرقية من جبل نقم لقصف جوي أمريكي مكثف، أسفر عن سقوط مجموعة من قادة الحوثيين، بما في ذلك نقيب في موقع الدفاع الجوي يُدعى أحمد عاصم أبو العز. ووفق مصادر محلية، قُتل أيضًا ضابط كبير يعرف باسم “أبو زيد المؤيد”، إلى جانب عبدالله الذاري، وهو خبير عسكري بارز تولّى تطوير صواريخ منظومة “فاطر 1”. هذه العملية تشير إلى استراتيجية دقيقة من الولايات المتحدة لاستهداف القيادات الكفؤة داخل الجماعة، مما يضعف قدراتهم العملياتية.

تفاصيل منظومة “فاطر 1” في العمليات العسكرية

منظومة “فاطر 1” تمثل إحدى التحسينات الوحيدة التي تمكن الحوثيون من إجرائها على صواريخ “سام 6” السوفييتية القديمة؛ حيث تم تعديلها محليًا لتصبح منظومة دفاع جوي متوسطة المدى. يبلغ مدى هذه الصواريخ 24 كيلومترًا، ويمكنها إصابة أهداف جوية على ارتفاعات تصل إلى 14 كيلومترًا. تُستخدم هذه المنظومة عبر منصات ثابتة ومدولبة، مما يتيح للحوثيين نشرها في مواقع متنوعة. لكن الغارات الأمريكية تعكس استراتيجية محددة لاستنزاف هذه القدرات وإزالة التهديد الذي تشكله هذه المنظومة على الملاحة والطائرات في المجال الجوي اليمني.

التداعيات الاستراتيجية للقصف الأمريكي ضد الحوثيين

هذه الغارات الجوية تُظهر بوضوح تصاعد التحرك الأمريكي في المنطقة، الذي يهدف أساسًا إلى ردع تهديدات الحوثيين، خاصة الهجمات التي تمس الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. استهداف قيادات بارزة وخبراء تقنيين كعبدالله الذاري يُضعف من كفاءة الحوثيين في تشغيل أنظمة دفاعهم الجوي ويُضيّق الخيارات أمامهم. كما يعكس هذا الهجوم رغبة أمريكية واضحة في تقويض النفوذ الحوثي تدريجيًا وإعادة ترتيب ميزان القوة على الأرض بين أطراف النزاع في اليمن.

في الختام، يُرجح أن تستمر العمليات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن ضمن أهداف أوسع، منها تأمين الممرات الدولية وتقويض النفوذ العسكري للجماعة في المناطق الاستراتيجية. مثل هذه الضربات تُبرز أيضًا التحديات التقنية التي يواجهها الحوثيون في تعزيز قدراتهم الدفاعية، مما يضع ضغوطًا إضافية على قيادات الجماعة.