«مقتل قيادات» وخبراء صواريخ بغارات أمريكية يثير ضجة كبرى بالموقع المستهدف

لقي تسعة من كوادر جماعة الحوثي مصرعهم بينهم قيادات ميدانية وخبراء عسكريون في مجال الدفاع الجوي، إثر غارات نفذتها طائرات أمريكية على موقع لهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وهو ما يعد ضربة موجعة للجماعة التي تعتمد بشكل كبير على تطوير منظوماتها محلياً؛ في حين أن هذا الاستهداف شكل جزءاً من التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن.

مقتل قيادات حوثية وخبير بمنظومة “فاطر 1” في غارات أمريكية

استهدفت الغارات الجوية الأمريكية معسكر “براش” الواقع في الأطراف الشرقية من جبل نقم، شرق العاصمة صنعاء، مما أسفر عن مقتل تسعة من قيادات جماعة الحوثي مساء الاثنين؛ وأكد الصحفي اليمني فارس الحميري أن من بين القتلى النقيب أحمد عاصم أبو العز قائد موقع الدفاع الجوي في المعسكر والخبير العسكري عبدالله الذاري، المسؤول عن تشغيل وتطوير منظومة الدفاع الجوي “فاطر 1″، بالإضافة إلى القيادي أبو زيد المؤيد الذي شغل منصباً رفيعاً في تسليح الجماعة.

وتعد منظومة “فاطر 1” من الأنظمة الأساسية التي اعتمدت عليها جماعة الحوثي منذ عام 2017؛ حيث قاموا بتطويرها محلياً من خلال تعديل صواريخ سام 6 السوفييتية، بهدف التصدي للطائرات الحربية المسيرة والمأهولة، وقد استخدمت الجماعة هذه الأنظمة في العديد من المواقع الاستراتيجية مستهدفة تعزيز قدراتها الدفاعية أمام الطائرات.

منظومة “فاطر 1” ودورها في العمليات الدفاعية

يوضح خبراء عسكريون أن منظومة “فاطر 1” تمثل واحدة من أبرز تطورات جماعة الحوثي الدفاعية، حيث يبلغ مدى هذه الصواريخ 24 كيلومتراً ويمكنها استهداف الطائرات على ارتفاع 14 كيلومتراً برأس حربي يزن 60 كيلوغراماً، وتمكنت الجماعة من تعديل المنظومة عبر تحويلها إلى منصات ثابتة ومدولبة بدلاً من المنصات المجنزرة التي كانت ضمن تسليح الجيش اليمني، وقد شُرِع في استخدامها بشكل مكثف بهدف تقليل الخسائر التي تسببها الهجمات الجوية.

الضربة الأخيرة أبرزت قيمة هذه العمليات الجوية من حيث الدقة والتوقيت، إذ رأت واشنطن أن استهداف مثل هذه المواقع يساهم في ردع التهديدات الحوثية للبحر الأحمر وباب المندب، لكن اللافت أن جماعة الحوثي لم تصدر أي تعليق رسمي على تلك الغارات والتي تمثل استمرارية لنهج التكتم عن الخسائر العسكرية.

الأبعاد السياسية والعسكرية للتصعيد الجوي الأمريكي

يبدو أن التطور الأخير في الضربات الجوية الأمريكية في اليمن يرتبط بسياسة واشنطن الجديدة الموجهة نحو القضاء على البنية العسكرية الحوثية، وتحديداً في مناطق حساسة كالعاصمة صنعاء، حيث تعززت الحملة الجوية الأمريكية منذ مارس الماضي لتشمل أهدافاً رئيسية مثل الدفاعات الجوية والمواقع المحصنة، مما يعكس تحولاً في الاستراتيجية؛ فضلاً عن تأثير هذه الضربات في إضعاف قدرات الحوثيين على تهديد خطوط الملاحة الدولية.

كما يتوقع مراقبون أن يؤدي هذا التصعيد إلى دفع الأطراف المحلية والإقليمية نحو مراجعة موقفها من الصراع اليمني مع تعزيز الجهود لتأمين الملاحة الدولية ومحاصرة الجماعة عسكرياً، إلا أن استمرار الدعم الخارجي للحوثيين ربما يؤثر على تحقيق تقدم حقيقي في الحد من قدراتهم، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الأزمة اليمنية ومآلاتها.