«اجتماعات مكثفة».. أهالي مخيم حندرات بحلب يبحثون تشكيل لجنة خدمية جديدة

في يوم الأحد الموافق 27 أبريل 2025، عقد أبناء مخيم حندرات (عين التل) الواقع في مدينة حلب اجتماعًا موسعًا في مسجد فلسطين لمناقشة قضايا حيوية تتعلق بالمخيم، وشمل الاجتماع حضورًا واسعًا من الأهالي والفعاليات الاجتماعية المحلية، حيث تركزت المناقشات على تشكيل لجنة خدمية مستقلة وانتخاب مختار جديد للمخيم، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان نتيجة التهجير المستمر وضعف الخدمات.

أهمية اللجنة الخدمية في مخيم حندرات

ناقش المجتمعون بشكل موسع أهمية تشكيل لجنة خدمية مستقلة في مخيم حندرات، حيث تم التشديد على أن تكون هذه اللجنة بعيدة كل البعد عن الفصائل السياسية وأي تبعية حزبية، مع الاعتماد على معايير النزاهة والشفافية لضمان اختيار أعضاء يعبرون عن تمثيل حقيقي لاحتياجات سكان المخيم، ويأتي ذلك في ظل ظروف معيشية متردية ونقص الموارد اللازمة لتحسين الخدمات، حيث تعد هذه الخطوة مهمة لتمكين السكان من المشاركة الفعالة في إدارة شؤونهم الخدمية.

كما اقترح المشاركون خلال الاجتماع إنشاء صندوق تبرعات يكون تحت إشراف المغتربين من أبناء المخيم، بهدف دعم مشروعات تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يتيح توفير حلول عملية تنعكس على حياة السكان بشكل مباشر، حيث يمثل هذا الصندوق أداة مرنة لتعزيز التعاون بين المجتمع المحلي وأبناء المخيم المقيمين في الخارج.

انتخاب مختار جديد: تعزيز الثقة بين السكان

تمت مناقشة قضية انتخاب مختار جديد للمخيم خلال الاجتماع، وطرحت عدة أسماء من أبناء المخيم، مع التأكيد على ضرورة أن يكون المختار من نفس المجتمع المحلي لتعزيز مستوى الثقة والقدرة على تمثيل القضايا المعيشية للسكان، حيث يعاني المخيم منذ فترة طويلة من ضعف القيادة المجتمعية التي تمتلك رؤية واضحة وقادرة على تحريك عجلة الإصلاح وتحقيق تطلعات السكان.

ويعد هذا الإجراء حيويًا لحل المشاكل اليومية التي تواجه المخيم، وذلك من خلال توجيه الجهود نحو استثمار الطاقات المحلية بشكل أكثر كفاءة، وضمان توفر قيادة مدنية تعكس هموم السكان وتطلعاتهم بمصداقية وشفافية.

ظروف مخيم حندرات بعد التهجير المستمر

يعيش سكان مخيم حندرات أوضاعًا مأساوية مستمرة منذ عام 2016 عندما تعرض المخيم لعملية عسكرية واسعة دمرت نحو 70% من بنيته التحتية وعمرانه، وعلى الرغم من مرور السنوات، إلا أن غالبية السكان لا يزالون يفتقرون إلى مقومات الحياة الأساسية بسبب ضعف جهود إعادة الإعمار وغياب المبادرات الجادة لتحسين الظروف الخدمية والمعيشية.

وقد أكد المشاركون في الاجتماع على أهمية مواصلة عقد لقاءات متابعة دورية خلال الفترة القادمة بمشاركة اللجنة التحضيرية، بهدف التوصل إلى صيغ تنفيذية لتحسين الأوضاع، والعمل على تخفيف المعاناة التي يعيشها السكان الذين يكافحون يوميًا للحصول على خدمات أساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي.

يظل مخيم حندرات مثالًا حيًا على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث تزداد التحديات مع مرور الوقت، إلا أن المبادرات المحلية مثل تشكيل لجنة خدمية وانتخاب مختار يمكن أن تسهم بدور إيجابي إذا ما تم تنفيذها بخطوات عملية ملموسة، ما يوفر بصيص أمل لتحسين الوضع الراهن.