«إعادة هيكلة» القابضة للكهرباء.. وفصل «المصرية» عنها رسميًا في خطوة جديدة

في إطار استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة وسعيها لجذب الاستثمارات وتعزيز البنية الاقتصادية، وافقت الجمعية العامة العادية للشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة المصرية لنقل الكهرباء على الإجراءات النهائية لفصل الشركتين، وذلك تنفيذاً للتوجه العام لتطوير قطاع الكهرباء في مصر. هذه الخطوة تأتي لدعم المناخ الاستثماري ولتهيئة البيئة المناسبة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي في مجالات الطاقة المتجددة والكهرباء.

أهمية فصل الشركة المصرية لنقل الكهرباء

يمثل فصل الشركة المصرية لنقل الكهرباء خطوة رائدة تهدف إلى تحقيق التوازن في سوق الكهرباء المصرية. تسعى هذه الخطوة إلى تمكين الشركة من القيام بدورها كمشغل مستقل، مما يساهم في تعزيز الكفاءة والاستقلالية، ويدعم مسار التنمية الاقتصادية في الدولة. كما يساعد ذلك على ضمان استدامة الطاقة الكهربائية، عبر تحقيق التكامل بين المنتجين والمستهلكين، وإتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص للاستثمار بطريقة أكثر فعالية في مشروعات الطاقة المتجددة. تساهم هذه الإجراءات في خلق بيئة تنافسية وتعزيز الشفافية بما يتوافق مع المعايير الدولية.

جهود الحكومة لدعم قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة

حرصت الحكومة المصرية على اتخاذ خطوات مدروسة لتنفيذ عملية الفصل، بدءًا من إعداد القوائم المالية الافتتاحية للشركتين ووضع ضوابط واضحة لحوكمة العلاقات التعاقدية بين شركة النقل والشركات التابعة الأخرى. ويأتي هذا التحرك وفقًا لأحكام قانون الكهرباء رقم 87 لسنة 2015 ولوائحه التنفيذية. في الوقت ذاته، تسعى الحكومة لتحقيق أهداف استراتيجية الطاقة المستدامة، حيث تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030 وما يزيد عن 65% بحلول عام 2040، وتعزيز مشاريع الربط الكهربائي مع الدول الأخرى.

تأثير فصل الشركة المصرية لنقل الكهرباء على التنمية

يعد فصل الشركة المصرية لنقل الكهرباء إصلاحاً هيكلياً حاسماً في إعادة هيكلة قطاع الكهرباء بهدف تعزيز الاستدامة. من خلال هذا الفصل، تضمن الشركة حقوق موزعي ومستهلكي الكهرباء، كما تفتح فرصاً جديدة لمشاريع التصنيع والتصدير. تعمل الشركة وفق معايير شفافة، بما يشمل تنظيم سوق الكهرباء وتجارب تبادل الطاقة مع الدول الأخرى. علاوة على ذلك، تساهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، خاصة في ظل الجهود الحالية للتوسع في مشروعات الربط الكهربائي بين مصر ودول الجوار.

إن فصل الشركة المصرية لنقل الكهرباء يعكس توجه الدولة نحو تحقيق استدامة قطاع الطاقة، ودعم الاستثمار المحلي والأجنبي، ورفع كفاءة منظومة الكهرباء بما يخدم مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. مع دخول هذه الخطوة حيز التنفيذ، يتوقع أن تشهد مصر تحولا في قطاع الطاقة بما يمكنها من مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق أهدافها التنموية المستقبلية.