«انخفاض مفاجئ» لأسعار الذهب والنفط مع تراجع التوترات التجارية والطلب عالميًا

تراجعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء لتسجل أدنى مستوياتها نتيجة انخفاض جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن، وذلك بسبب انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، ويتزامن هذا التراجع مع ترقب المستثمرين لسلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي قد تحدد توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية بنسب ملحوظة.

تراجع أسعار الذهب وأسباب انخفاضها

سجلت أسعار الذهب انخفاضاً في المعاملات الفورية بنسبة 0.91% ليصل إلى مستوى 3312.62 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.87% لتسجل 3318.5 دولار، ويرجع هذا التراجع إلى حالة التفاؤل في الأسواق العالمية بسبب الحلقة المتقدمة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، حيث أعلن وزير الخزانة الأمريكي عن تلقي مقترحات “إيجابية للغاية” لتجنب فرض رسوم جمركية قد تضر التجارة العالمية، بالإضافة إلى قرارات صينية استثنائية لإعفاء سلع أمريكية من الرسوم المضادة؛ مما دعم تهدئة الأجواء التجارية.

ومع ذلك، لا تزال المخاطر قائمة بسبب مخاوف الركود الاقتصادي العالمي الذي ينبع من تأثير السياسات التجارية المتشددة، مما يدعم توقعات بارتفاع أسعار الذهب على المدى الطويل نتيجة لزيادة الطلب عليه كملاذ آمن، كما يعزز ذلك تزايد توجه البنوك المركزية في الأسواق الناشئة نحو تنويع احتياطياتها وزيادة استثماراتها في المعدن النفيس.

تذبذب حركة الذهب وتأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية

من المنتظر أن تصدر الولايات المتحدة هذا الأسبوع سلسلة تقارير اقتصادية تشمل تقرير فرص العمل وتقرير نفقات الاستهلاك الشخصي، الأمر الذي قد يسهم في تحديد توقعات المستثمرين حول اتجاه أسعار الذهب بناءً على آفاق الاقتصاد الأمريكي، ويرى الخبراء أن تحسن الأوضاع الاقتصادية أو تقديم إشارات جديدة من الفيدرالي الأمريكي حول سياسته المالية قد يؤثر على مستوى الطلب على الذهب، إلا أن الرياح الهيكلية تبقى داعمة لأسعار المعدن الأصفر الذي يُعد مأوىً تقليدياً للمستثمرين في أوقات التقلبات الاقتصادية.

العنوان القيمة
سعر الذهب الفوري 3312.62 دولار
السعر الآجل للذهب 3318.5 دولار
السعر الأعلى التاريخي 3500.05 دولار

العوامل المؤثرة على تحركات الذهب والأسواق المالية

بالإضافة إلى التوترات التجارية، يعتمد أداء الذهب بشكل كبير على عوامل أخرى مثل ارتفاع أو هبوط مؤشرات الدولار الأمريكي التي تلعب دوراً كبيراً في تحديد أسعار الذهب عالمياً، وقد شهد المعدن الأصفر مؤخراً دعماً من عوامل طويلة الأجل مثل زيادة استهلاك الذهب من قبل الأسواق الناشئة وصناديق الاستثمار المركزي التي تبحث عن حلول تدعم مخزوناتها من الأصول، ومع استمرار التحركات الجارية في الأسواق المالية، تبقى الأسعار تحت تأثير أي تغييرات مفاجئة قد تحدث في الأوضاع الجيوسياسية أو القرارات الاقتصادية العالمية.

في الختام، يبقى الذهب الأداة المالية الأكثر أهمية في مواجهة التقلبات حيث يمثل الاستثمار الآمن في زمن الأزمات الاقتصادية، ولذا فإن التوقعات تشير إلى استمراره في نطاق صعودي طويل الأمد بالرغم من أي تراجعات مؤقتة يشهدها نتيجة للبيانات والمؤثرات الآنية في الأسواق العالمية.