«صدمة كبرى» توقعات بارتفاع سعر أونصة الذهب إلى 6000 دولار قريباً

مع تزايد الطلب العالمي على الذهب في العام 2025، أعلنت الصين عن إضافة 27 طناً إلى احتياطياتها خلال الربع الأول من العام، مما يعزز مكانة الذهب كأصل استثماري رئيسي خلال الفترات القادمة. توقع الخبراء، مثل فرانك هولمز، أن تصل أسعار الذهب إلى 6000 دولار أمريكي للأونصة بسبب عوامل اقتصادية وسياسية تؤثر على النظام المالي العالمي وتجعل الذهب وجهة مفضلة للعديد من الدول والمستثمرين.

الصين تعزز احتياطياتها من الذهب

تعد الصين أحد أكبر المشترين للذهب عالميًا، وقد أضافت 27 طناً من المعدن الأصفر إلى احتياطياتها خلال الربع الأول من عام 2025، ليصل إجمالي ما تملكه إلى حوالي 2300 طن. تعكس هذه الخطوة محاولات الصين تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتعزيز مكانة اليوان كعملة تجارية عالمية. الجدير بالذكر أن هذا الرقم قد يكون أعلى بكثير إذا تم احتساب ممتلكات كيانات أخرى داخل الصين ذات علاقة بالقطاع الحكومي أو المالي، مما يشير إلى نهج استراتيجي طويل الأجل يهدف لتأمين اقتصادها ضد مخاطر التراجع في النظام النقدي الأمريكي.

الذهب كاستثمار في ظل التوترات الجيوسياسية

شهدت أسواق الذهب ارتفاعات ملحوظة مع التوترات الجيوسياسية التي ساعدت على زعزعة الثقة في العملات التقليدية، مما أدى إلى تزايد الطلب على المعادن الثمينة. تشير توقعات بنك “جي بي مورغان” إلى أن سعر الذهب قد يصل إلى 4000 دولار للأونصة في غضون اثني عشر شهرًا، بينما يرى فرانك هولمز أن هذه التوقعات ما زالت متحفظة نظرًا لمعدلات الطلب القوية والمتزايدة من قبل بنوك مركزية كبرى. كما أن السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، المتعلقة برفع الرسوم الجمركية وخطط خفض أسعار الفائدة، كلها عوامل تضغط على قوة الدولار وتعزز مكانة الذهب كملاذ آمن؛ خصوصاً في الأسواق الناشئة والدول ذات التوترات الاقتصادية المتزايدة.

تأثير الاقتصاد الرقمي واستثمار البيتكوين

بالإضافة إلى الذهب، أثرت التكنولوجيا الحديثة بشكل كبير على أدوات الاستثمار العالمية، حيث أصبح البيتكوين لاعباً رئيسياً في الأسواق الرقمية. يتوقع هولمز أن يصل سعر البيتكوين إلى 250 ألف دولار، معززاً بدوره كأحد الأصول الرقمية البديلة، خصوصًا مع ازدياد تقبله من قبل الجيل الجديد. وأشار إلى أن هناك فرصاً كبرى لدمج استثمارات البيتكوين مع الذهب داخل المحفظة الاستثمارية لتوفير تنويع يحمي من الصدمات الاقتصادية المتوقعة في ظل التحولات الاقتصادية الحالية. كما أن اعتماد الحكومات على تقنيات البلوكشين في تعزيز برامج العملات الرقمية الوطنية يمكن أن يمنح البيتكوين دفعة إضافية للنمو، خصوصاً إذا احتفظت به الدول كأصل احتياطي بجانب الذهب.

تعد التحديات الاقتصادية والسياسية عوامل محورية تسبب تقلّبات في أسواق المال والمعادن، ومع ذلك يبقى الذهب والبيتكوين وجهتين رئيسيتين للمستثمرين. إن التحولات الاقتصادية الجارية تبرز أهمية التخطيط الاستثماري الذي يعتمد على الدمج بين الأدوات التقليدية والرقمية لتأمين مستقبل مالي مستقر.