«توقف الشهادات».. كيف تأثر سوق الذهب مع تراجع العائد المرتفع؟

شهد سوق المعدن النفيس تغيرات ملحوظة في الأداء مع توقف إصدار شهادات الادخار مرتفعة العائد، إذ تأثرت أسعار الذهب عالميًا ومحليًا بمجموعة من المستجدات الاقتصادية والسياسية. كما ساهمت التطورات التجارية وتوجه الاستثمارات نحو الأصول ذات المخاطر العالية في تعزيز التحولات داخل الأسواق، مما ألقى بظلاله على توجهات المستثمرين خلال الفترة الحالية. في هذا المقال، نستعرض كيف تأثر سوق الذهب مؤخرًا.

كيف أثر وقف شهادات الادخار مرتفعة العائد على سوق الذهب؟

كان لقرار وقف إصدار شهادات الادخار مرتفعة العائد من قبل البنوك المصرية تأثير كبير على السوق المحلية للذهب، إذ كانت هذه الشهادات تمثل خيارًا مغريًا للمستثمرين الباحثين عن عوائد ثابتة، مما قلّل من الإقبال على الذهب كمخزن للقيمة. وبعد قرار البنوك الحكومية بخفض الفائدة على هذه الشهادات، شهد الذهب المحلي استقرارًا في نطاق أقل من 4800 جنيه للجرام خلال الجلسات الأخيرة، إذ سجل سعر عيار 21 الأكثر انتشارًا 4770 جنيهًا. انسحب العديد من المستثمرين من الذهب كملاذ آمن لصالح أدوات استثمارية أخرى.

أسعار الذهب عالميًا في ظل تحسن المخاطرة

شهد السوق العالمي للذهب تراجعًا ملحوظًا نتيجة لتحسن معنويات المستثمرين عالميًا. حيث انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.7% لتصل إلى 3305 دولارات خلال الجلسة الحالية، وذلك مقارنة بمستويات افتتاح الجلسة عند 3345 دولارًا. يعتبر هذا الانخفاض مرتبطًا بمؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، بالإضافة إلى تحسن الطلب على أصول ذات مخاطر أعلى مثل الأسهم. ومع ذلك، لا تزال الأسواق تترقب صدور بيانات اقتصادية هامة، تشمل التضخم والنمو، لتحديد مسار القوة المستقبلية للدولار، وبالتالي تأثيرها على أسعار الذهب عالميًا.

المخاوف الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الذهب

رغم موجة التفاؤل الأخيرة، لا تزال المخاوف بشأن الركود الاقتصادي العالمي تلقي بظلالها على الأسواق، إذ خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، ما يشير إلى تباطؤ اقتصادي ملموس. هذه التطورات دفعت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب إلى تسجيل تدفقات إيجابية للأسبوع الثالث عشر على التوالي، ولكن بمستويات أقل مقارنة بالأسابيع السابقة، إذ بلغت التدفقات 15.4 طن، معظمها من صناديق في آسيا. وعلى الرغم من الأداء العرضي للذهب خلال الجلسات الماضية، لا تزال الأسواق تحافظ على ترقب شديد في ظل غياب اتفاقيات تجارية نهائية ومحفزات واضحة.

ومن جانب آخر، تأثرت الأسعار المحلية في مصر بتراجع سعر الدولار أمام الجنيه، فضلًا عن الأسعار العالمية المتراجعة للذهب. ورغم الزخم السابق على شهادات الادخار مرتفعة العائد، إلا أن انخفاض هذا الإقبال ساهم في تراجع الطلب على الذهب، مما أدى إلى استقرار الأسعار دون مستويات قياسية، ما يعكس توجه السوق المحلي نحو الاستثمارات الأقل تقلبًا والأكثر استقرارًا.