«اختطاف وإيداع» أعلى مرجعية قبلية في اليمن السجن وسط تصاعد التوتر

أقدمت ميليشيا الحوثي مؤخرًا على ممارسة تصعيد جديد يهدد النسيج الاجتماعي في اليمن، حيث تم اختطاف الشيخ محمد علي صيّاد، المعروف بلقب “المراغة المرجعية العليا للعرف والقضاء القبلي اليمني”، واقتياده إلى أحد السجون بصنعاء، وهو ما سبب حالة غضب شديدة بين القبائل اليمنية الرافضة لهذا الانتهاك الخطير للعرف القبلي الراسخ؛ ويعد هذا التصرف تحديًا صارخًا للقيم والتقاليد القبلية.

استهداف العرف القبلي اليمني يشعل الغضب

مصادر قبلية أكدت أن ميليشيا الحوثي أقدمت على اختطاف الشيخ محمد علي صيّاد بهدف هيمنة أكبر على القبائل وإضعاف تأثير الأعراف القبلية التي تمثل مرجعًا قانونيًا ومجتمعيًا راسخًا، حيث أن الشيخ صيّاد يُعتبر رمزًا للعرف والقضاء القبلي. كما أن المسألة لا تتعلق بشخص بذاته، بل بتهديد مؤسسة تاريخية تحتفظ بمكانتها في تسوية النزاعات وتحقيق العدالة بين القبائل اليمنية منذ قرون، فالمراغة ليست مجرد شخص، بل نظام قضائي متكامل يحظى بثقة كل الأطراف القبلية، ومن هنا يمكن تصور حجم الأضرار التي قد تنجم عن مثل هذا الاستهداف المباشر من قبل الجهات الحوثية.

موقف القبائل اليمنية تجاه اعتقال الشيخ صيّاد

قبائل خولان أبدت صرامة واضحة في موقفها ضد اعتقال الشيخ محمد علي بن صيّاد، مؤكدة رفضها القاطع لأي وساطة تأتي من قبل الجهات الحوثية، وعلى رأسها محافظ صنعاء الذي عُيّن من قبلهم؛ هذا الموقف يعكس الوحدة القبلية والتمسك بالحقوق السيادية في إدارة شؤون القبائل بعيدًا عن التدخلات الخارجية، فالقبائل اليمنية تنظر إلى اختطاف الشيخ صيّاد ليس فقط كحادث فردي، ولكن كتصعيد خطير يهدد استقلالية العرف القبلي، وتطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه.

أهمية “المراغة” في القضاء القبلي اليمني

مصطلح “المراغة” يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدور الأساسي في حل النزاعات القبلية الكبرى، حيث يعد المراغة شخصية محورية يتم الرجوع إليها عند تعقيد القضايا أو فشل شيوخ القبائل والأطراف المعنية في إيجاد حل، ومع غياب هذه الشخصية البارزة، تتعرض عملية الفصل القبلية للإرباك وربما انهيار كامل لبعض تقاليد التحكيم الراسخة، لذلك، فإن استمرار اعتقال الشيخ محمد علي صيّاد يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي في المناطق القبلية ويزيد من تأزم العلاقات بين القبائل، وهو ما تسعى قبائل خولان إلى منعه بأي وسيلة ممكنة.