«اشتباكات دموية» تسفر عن مقتل 13 شخصًا في بلدة جرمانا بريف دمشق

في حادثة مأساوية جديدة ألقت بظلالها على الوضع الأمني والاجتماعي المضطرب في سوريا، لقي 13 شخصًا على الأقل مصرعهم في اشتباكات مسلحة شهدتها بلدة جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق. اندلعت هذه الاشتباكات بعد توتر أثاره تسجيل صوتي منسوب لرجل من الطائفة الدرزية يتضمن إساءات دينية، ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة من الطائفتين الدرزية والسنية.

الاشتباكات في جرمانا نتيجة الاحتقان الطائفي

شهدت بلدة جرمانا تصعيدًا خطيرًا حين تحوّلت الاحتجاجات الناجمة عن التسجيل الصوتي المسيء إلى اشتباكات مسلحة. تحركت مجموعات مسلحة من بلدة المليحة المجاورة ومن مناطق سنية أخرى باتجاه جرمانا، وهي منطقة تقطنها غالبية درزية، مما أدى إلى مواجهات عنيفة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة. وفقًا للمصادر الأمنية، لقي ما لا يقل عن 13 شخصًا مصرعهم، بينهم مدنيون ومسلحون، في حين أشار مراقبون محليون إلى خطورة الوضع في المنطقة.

مقتل عناصر أمنية وسط الاشتباكات

أعلن مصطفى العبدو، المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية السورية، عن مقتل اثنين من عناصر الأمن العام السوري خلال هذه الاشتباكات. الأمن العام السوري هو قوة حديثة التشكيل، تضم مقاتلين سابقين من المعارضة المسلحة تم دمجهم حديثًا ضمن الأجهزة الأمنية. نفى العبدو الادعاءات التي أثارتها بعض المصادر حول هجوم مسلح من خارج جرمانا، معتبرًا أن الاشتباكات هي نتيجة لتعقيدات اجتماعية داخلية أشعلها التسجيل المسيء. هذه التوترات أدت إلى تصعيد خطير يهدد بجر المنطقة إلى مزيد من الفوضى.

رد رسمي من وزارة الداخلية ودعوات للتهدئة

في ضوء هذه الأحداث، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا رسميًا أكدت فيه بدء تحقيق عاجل لتحديد مصدر التسجيل الصوتي المسيء ومعرفة ملابساته. الوزارة شددت على أهمية ضبط النفس والابتعاد عن أي أعمال انتقامية قد تزيد من تعقيد الوضع في جرمانا. كما أوضحت الوزارة أن الاحتقان الطائفي والانقسام الاجتماعي المتصاعد في بعض المناطق السورية يمثلان تحديًا كبيرًا أمام جهود تحقيق الأمن والاستقرار.

هذه الأحداث تسلط الضوء على التوترات الطائفية المزمنة التي تعيشها سوريا والتي تفاقمت بسبب عوامل التحريض الإلكتروني وانتشار المحتويات المثيرة للفتنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يتطلب الوضع مزيدًا من العمل الوطني الجاد لتعزيز التعايش وإعادة بناء الثقة بين المكونات المختلفة.

بينما تواصل السلطات تحقيقاتها ومكافحتها لتداعيات هذا الحادث، يبقى الوضع في جرمانا مثيرًا للقلق، مع استمرار حالة التوتر الطائفي التي تهدد المنطقة بأزمات مستقبلية. تحتاج سوريا اليوم إلى جهود مكثفة لبناء جسور التعايش وتعزيز مفهوم المواطنة كخطوة أساسية نحو التنمية والسلام المستدام.