«حسم ورد».. سوريا تفاجئ العالم وتعلن موقفها من العرض الأمريكي الأخير

تلقت سوريا عرضاً أميركياً يهدف إلى التطبيع مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما دفع الحكومة السورية لتقديم رد حاسم يتناول مختلف الجوانب المتعلقة بهذا العرض، إذ أكدت رفضها الانضمام إلى اتفاقات أبراهام بسبب ارتباطها بأراضي الجولان المحتلة، مع التركيز على الجوانب التي تهم المصلحة الوطنية وأمن سوريا الإقليمي، كما أشارت إلى قضايا تتعلق بالمقاتلين الأجانب وموقفها من الاستقرار والسلام.

سوريا ترفض الانضمام إلى اتفاقات أبراهام حفاظاً على السيادة الوطنية

أوضحت الحكومة السورية، في رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، رفضها القاطع الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، مبررة موقفها بأن تلك الاتفاقات لا يمكن تطبيقها مع دولة تحتل أراضي سورية منذ عقود طويلة، مثل الجولان المحتل. وأكدت سوريا أن هذه الاتفاقات شُرِّعت مع دول لا تواجه الاحتلال المباشر من قبل إسرائيل، الأمر الذي يجعلها مناقضة للواقع السوري. كما شددت دمشق على رغبتها القوية في بناء الاستقرار الداخلي، دون أن تكون أداة تهديد لأي جهة خارجية، ورفع العقوبات المفروضة عليها دون تقديم تنازلات تتعارض مع الحقوق الوطنية.

مستقبل المقاتلين الأجانب يثير الجدل بين سوريا وأميركا

تُعتبر مسألة المقاتلين الأجانب من بين أكثر النقاط تعقيداً في الحوار بين دمشق وواشنطن. وفقاً للمصادر، طالبت الولايات المتحدة بإبعاد المقاتلين الأجانب من سوريا، وبإعطائها صلاحيات لتنفيذ ضربات محددة داخل الأراضي السورية، وقد ردت الحكومة السورية بأن هذا الملف يحتاج إلى حوار معمق ومناقشات مستفيضة للوصول إلى تفاهم مشترك. وأشارت إلى أهمية التمييز بين المقاتلين الذين يمثلون خطراً فعلياً على الأمن الإقليمي والدولي وبين أولئك الذين اندمجوا في البنية الاجتماعية السورية، لا سيما الذين يعيشون مع أسر سورية.

توجه سوري لبناء السلام الإقليمي وتعزيز الاستقرار

في سياق موازٍ، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال مقابلة صحفية أن حكومته ملتزمة بتحقيق الاستقرار الإقليمي، ومنع استغلال الأراضي السورية لأي أعمال تهدد دول الجوار. كما عبّر عن استعداده لبحث آفاق التعاون مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية بهدف إنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا. وأشار إلى إمكانية بحث قضايا حساسة مثل المقاتلين والأمن الحدودي على طاولة الحوار مع الولايات المتحدة، بشرط احترام المبادئ السيادية السورية.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام أميركية، أشار عضوان في الكونغرس إلى أن السياسة السورية بدأت تأخذ منحى نحو التعاون والانفتاح، وهو ما شجع واشنطن على تقديم مقترحات جريئة لدمشق تشمل جزءًا من خطط التطبيع الإقليمي. وأكد عضو الكونغرس كوري ميلز أن الرئيس الشرع أظهر مرونة تجاه تعزيز العلاقات مع إسرائيل، لكنها ستظل مشروطة بضمان حقوق سوريا الوطنية واحترام توازن القوى في المنطقة.

وفي الختام، يظل الملف السوري محوراً حساساً في العلاقات الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المشتركة مثل اتفاقيات السلام، وإدارة الأزمات الأمنية والاقتصادية، وتداعياتها على الأوضاع الإنسانية.