«هبوط مفاجئ» للذهب مع تصاعد شهية المخاطرة وتراجع التوترات التجارية عالميًا

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا اليوم، وسط تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة، حيث ساهمت مؤشرات تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها في هذا الانخفاض، وعلى الصعيد المحلي، انعكست تلك التطورات مباشرة على أسعار الذهب في مصر، التي شهدت بدورها تراجعًا في الأسعار متأثرة بانخفاض الدولار عالميًا ومحلّيًا.

تحليل أداء أسعار الذهب العالمية

تراجع سعر أونصة الذهب عالميًا بنسبة 0.7%، ليصل إلى 3305 دولارات للأونصة، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 3345 دولارًا، مع استقرار السعر الحالي قرب 3321 دولارًا للأونصة، وشهدت الجلسات السابقة بعض التقلبات، حيث هبطت الأسعار إلى 3268 دولارًا قبل أن تعود للارتفاع بنسبة 0.7% إلى 3343 دولارًا، هذه المعطيات تشير إلى استمرار الحذر في القرارات الاستثمارية بالرغم من موجة التفاؤل الأخيرة.
التحسن في معنويات المستثمرين جاء مدعومًا بتصريحات رسمية أمريكية، إذ أكد وزير الخزانة الأمريكي أن الشركاء التجاريين قدموا مقترحات إيجابية لتجنب فرض رسوم جمركية جديدة، بينما أعلنت الصين عن إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الانتقامية، كل هذه التطورات دفعت المستثمرين للتحوّل نحو أصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات، ما أضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تأثير أسعار الذهب على السوق المحلي في مصر

محليًا، سجلت أسعار الذهب عيار 21 – الأكثر تداولاً في مصر – تراجعًا ليصل إلى 4770 جنيهًا للجرام، مقارنة بسعر إغلاق الأمس عند 4785 جنيهًا، تأثرت هذه التراجعات بعدة عوامل، من بينها انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك، إلى جانب تراجع الأسعار العالمية للذهب؛ كما أن الإقبال الكبير على شهادات الادخار البنكية ذات العائد المرتفع قبل وقف إصدارها خفّض الطلب على المعدن النفيس كأداة للادخار.
ورغم هذه التراجعات المستمرة خلال الجلسات الستة الأخيرة، لا تزال حركة السوق المحلي تتميز بنطاق عرضي مستقر، مع محدودية التقلبات بسبب ضعف الزخم العالمي وتأثر السوق المحلي بالتغيرات الاقتصادية الكبرى.

التوقعات الفنية لأسعار الذهب

تدل المؤشرات الفنية على أن الذهب العالمي يتداول ضمن نطاق عرضي بين مستويات الدعم عند 3300 دولار للأونصة والمقاومة عند 3370 دولارًا، مع احتمالية حدوث هبوط عميق في حال كسر مستوى الدعم والإغلاق دونه، مما قد يؤدي إلى اختبار القاع السابق عند 3260 دولارًا، وبالنسبة للسوق المصري، فإن الذهب عيار 21 ما زال يتحرك بشكل مستقر تحت مستوى 4800 جنيه، في مواجهة ضغط مستمر من محدودية الطلب وضعف التسعير المحلي.

فيما تستمر الأسواق في مراقبة البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، بما في ذلك البيانات المتعلقة بالتضخم والنمو والوظائف، ستؤثر هذه المعطيات بشكل مباشر على تحركات الدولار وبالتالي على أداء الذهب العالمي والمحلي، ما يعزز أهمية متابعة هذه التطورات لاستباق أي تغيرات مستقبلية.