«انقسام حاد» داخل فيدرالية اليسار بجليز عقب تشكيل مكتب جديد

تشهد الساحة السياسية في مراكش تفاعلات جديدة بعد إعلان مثير للجدل حول تشكيل مكتب فرعي لفيدرالية اليسار الديمقراطي بمنطقة جليز، حيث عبّر ثلاثة أعضاء بارزين عن رفضهم القاطع لهذا الإعلان، معتبرين أنه يفتقر للشرعية التنظيمية، وقد أثار هذا الحدث ضجة بين أوساط اليسار المغربي الذين يسعون لتحقيق وحدة صفوف تجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات السياسية والتنظيمية.

الأزمة التنظيمية داخل صفوف فيدرالية اليسار الديمقراطي

جاءت ردود الفعل الغاضبة من قبل الأعضاء عبد الحق المسيح، وعلي عاصمي، ونادية الإدريسي، بعد إصدار بلاغ إعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يشير إلى انتخاب مكتب جديد للفيدرالية يوم 27 أبريل 2025 بمقر كِدش، حيث أوضح الموقعون أن هذا الجمع العام لم يُستكمل بسبب مشكلات داخلية تتعلق بالشروط التنظيمية ومبادئ الوحدة الاندماجية، وهي المبادئ الأساسية التي يفترض أن تؤطر العمل الحزبي داخل الفيدرالية، وأكدوا أن الإعلان الذي حظي بانتشار واسع يعد عملاً غير قانوني يتعارض مع المعايير التنظيمية، مع تحمل الجهات التي أصدرت الإعلان كافة المسؤولية عن هذا العمل.

تحديات المشروع اليساري في المغرب

تعكس هذه الأزمة التنظيمية طبيعة التعقيدات التي تواجه الأحزاب اليسارية في المغرب، وخاصة تلك المنخرطة في مشروع اليسار الوحدوي، حيث تسعى العديد من الفصائل إلى توحيد جهودها ضمن إطار تنظيمي متماسك للتعامل مع التحديات السياسية الراهنة، ومع ذلك، تبرز اختلافات داخلية تؤثر سلباً على هذا المشروع، مما يجعل من الضروري تعزيز الحوار الديمقراطي واحترام القواعد الداخلية التي تسهم في تعزيز مصداقية العمل السياسي وجذب المزيد من المؤيدين، وهو ما أكده أعضاء الفيدرالية الذين شدّدوا على أهمية تعزيز الوحدة التنظيمية بعيداً عن القرارات الفردية والمتسرعة.

الدعوات إلى إصلاح المساطر التنظيمية

وسط هذه التوترات، ترتفع الأصوات الداعية إلى مراجعة المساطر الديمقراطية الداخلية داخل الأحزاب اليسارية المغربية لضمان وجود آليات فعّالة لاتخاذ القرارات بعيداً عن النزاعات التنظيمية التي قد توقف عجلة العمل السياسي، ويساهم تجاوز هذه العقبات في إعادة بناء الثقة بين الأعضاء والمواطنين الذين يطمحون إلى رؤى سياسية قوية تعبر عن طموحاتهم، كما أن غياب هذه المساطر التنظيمية يؤدي إلى خسارة فرص كبيرة لتحقيق الوحدة بين الفصائل المختلفة، مما يضع المشروع اليساري أمام تحدٍ كبير لإثبات قدرته على الاستجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة.