«انخفاض قوي» في أسعار الذهب: المعدن الأصفر يفقد بريقه عالميًا

شهد سوق الذهب انخفاضًا في أسعاره خلال تعاملات اليوم، حيث فقد المعدن الأصفر جزءًا من جاذبيته كملاذ آمن وسط تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. يأتي ذلك في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي من شأنها أن تؤثر في اتجاه سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي.

تراجع أسعار الذهب وتأثير التوترات التجارية

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 بالمئة لتصل إلى 3329.12 دولار للأوقية، في حين انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.2 بالمئة مسجلة 3342.40 دولار. وأشار خبراء السوق إلى أن تحسن بيئة المخاطر السوقية ساهم في انحسار الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة بعد الخطابات المشجعة المتعلقة بإبرام صفقات التجارة. وأوضح وزير الخزانة الأمريكي أن مبادرات التهدئة التجارية مثل إعفاء الصين لبعض السلع الأمريكية تعكس توجهًا نحو خفض التوترات التجارية وتحسين العلاقات.

إلى جانب ذلك، أعرب الوزير عن استعداد الإدارة الأمريكية لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية المفروضة على القطع المستوردة للسيارات المُصنعَة محليًا، مما يعزز الثقة في الأسواق ويدعم الاتجاه نحو تفاؤل اقتصادي نسبي.

كيف تؤثر السياسات الاقتصادية على أسعار الذهب؟

تلعب البيانات الاقتصادية دورًا كبيرًا في تحديد مسار أسعار الذهب العالمية، إذ يولي المستثمرون اهتمامًا بالغًا لإصدارات مثل تقرير الوظائف والنفقات الاستهلاكية، ما يساعد في قياس تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي. ومن جهة أخرى، فإن التوترات التجارية التي أضرّت بثقة قطاع الأعمال لا تزال تثير مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، الأمر الذي قد يُعيد الزخم إلى الذهب كملاذ آمن حال ظهور إشارات اقتصادية سلبية.

وفي ظل هذه الأوضاع، ارتفعت مخاطر الركود الاقتصادي مع استمرار الحديث عن أثر الرسوم الأمريكية، إلا أن الأخبار الإيجابية الأخيرة المتعلقة بالتجارة قد تعزز اتجاه الأسواق نحو الاستقرار النسبي، ما يؤثر بدوره على معدلات الطلب في سوق المعادن النفيسة.

الذهب والمعادن النفيسة الأخرى في مواجهة التقلبات

في وقت سابق من هذا العام، وصل الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 3500.05 دولار للأوقية محققًا مكاسب فاقت 25 بالمئة منذ بداية العام، إلا أن استقرار الأسواق مؤخرًا أدى إلى بعض التراجع. أما بالنسبة للمعادن الأخرى، مثل الفضة التي ارتفعت بنسبة 0.1 بالمئة لتسجل 33.21 دولار، والبلاتين الذي استقر عند 986 دولارًا، فقد شهدت تحركات سعرية أقل تأثيرًا مقارنةً بالذهب.

المعدن السعر (بالدولار)
الذهب (الأوقية) 3329.12
الفضة 33.21
البلاتين 986
البلاديوم 948.06

مع تواصل الحكومات والمؤسسات المالية الكبرى اتخاذ قرارات اقتصادية جديدة، يظل الذهب والمعادن النفيسة مستمرة في لعب دور رئيسي يتأثر بالبيئة الاقتصادية العالمية، ما يؤدي إلى تقلبات في الأسعار بناءً على الأحداث المتتابعة.