«الذهب» يتعرض لـ«تقلبات خطيرة».. من يقف وراء زعزعة الملاذ الآمن؟

تشهد أسعار الذهب تقلبات ملحوظة خلال الفترة الحالية، حيث تأثرت ببيانات اقتصادية وعوامل جيوسياسية متغيرة. في جلسة اليوم استمرت تذبذبات أسعار المعدن الأصفر مع تراجع الإقبال عليه كملاذ آمن نتيجة لانحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، بينما يترقب المستثمرون مؤشرات السوق لتقييم مستقبل السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

تحليل تقلبات أسعار الذهب وتأثير الأسواق عليها

تراجعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة هذا اليوم متأثرة بتراجع التوترات التجارية بين أمريكا وشركائها، حيث إن أي تهدئة في النزاعات التجارية تقلل من جاذبية المعدن الأصفر كمخزون للقيمة، ويركز المستثمرون على توقعات بيانات مؤشرات الاقتصاد الأمريكي، والتي تعتبر مفتاحاً لتحديد المسار المستقبلي لأسعار الفائدة؛ إذ انخفضت أسعار المعاملات الفورية بنسبة وصلت إلى 0.9% لتصل إلى مستويات 3316.89 دولار للأونصة، كما هبطت العقود الآجلة بنسبة 0.75%، مما أسفر عن انخفاض ملموس.
بالمقابل، شهدت أسعار الذهب في نهاية الجلسة الماضية انتعاشاً بنسبة 1.5% للعقود الآجلة تسليم يونيو 2025، حيث بلغ سعر الأونصة 3347.7 دولار، وسجلت صفقات البيع الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.6% وصولاً إلى 3338.58 دولار للأونصة. تظل هذه الزيادة مؤشراً لاهتمام المستثمرين بتحقيق التوازن مع تقلّص قوة الدولار الأمريكي.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب وتأثير البيانات الاقتصادية

مع ترقّب الأسواق لإصدار بيانات اقتصادية أميركية رئيسية في الأسبوع الجاري، تشمل تقرير الوظائف وتقرير نفقات الاستهلاك الشخصي، يعكف المشاركون في السوق على تحليل التأثير المُحتمل لهذه البيانات على المسار القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، يُرجَّح أن تؤثر تلك البيانات في قرارات خفض أسعار الفائدة، مما ينعكس بشكل واسع على أسعار الذهب العالمية.
تشير التوقعات إلى خفض أسعار الفائدة بنحو 85 نقطة أساس خلال هذا العام؛ لذلك يتم قياس تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي في أمريكا بصورة دقيقة، حيث تبرز أهمية تحليل هذه المتغيرات وسط تحركات أسعار المعادن الثمينة لضمان تحقيق مردود جيد للمستثمرين.

المعطيات الجيوسياسية وتأثيرها على تداول الذهب

من الأحداث المؤثرة على السوق، إعلان وزارة الخزانة الأميركية الحصول على مقترحات من شركاء تجاريين لتجاوز الرسوم الجمركية، وأبرزها الصين. علاوةً على ذلك، فإن مواصلة تخفيف القيود التجارية قد يُعيد الثقة في الأسواق، إلا أن تأكيد بكين غياب النقاش مع الولايات المتحدة خلق حالة من التوتر، مما قد يدفع المستثمرين للاحتفاظ بالذهب كملاذ آمن.
كما تتوقع الأسواق تحركات لإدارة الرئيس الأمريكي لتحفيز الصناعات المحلية من خلال خفض الرسوم الجمركية على قطع الغيار المستوردة، الأمر الذي قد يترك أثراً ملموساً على الاقتصاد، ويمكن أن يدفع بالمزيد من التذبذبات في الطلب على الذهب خلال الفترة القادمة.