«تراجع ملحوظ» في سعر الذهب مع ترقب تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا صباح اليوم مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية هامة ينتظرها المستثمرون لتقييم الوضع الاقتصادي العالمي، حيث يتم تداول الذهب حاليًا قرب 3335 دولارًا للأونصة بعد أن حقق مكاسب نسبتها 0.7% في الجلسة السابقة. يأتي هذا التراجع في ظل انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، مما يدعم جاذبية السبائك كملاذ آمن وسط الغموض الاقتصادي العالمي المستمر.

تأثير الدولار على أسعار الذهب

يلعب الدولار دورًا حيويًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب كونه السلعة المقومة بالدولار الأميركي، إذ توقع “جيه بي مورغان” أن يشهد الدولار مزيدًا من التراجع خلال الفترة المقبلة نتيجة لاستمرار بيع الأصول الأميركية الناتج عن السياسات التجارية المتبعة. وبالفعل، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.5%، مما جعل الذهب أكثر إغراءً للمستثمرين الأجانب، حيث ترتفع قيمته الشرائية بالعملات الأخرى. كما تنظر الأسواق بحذر إلى تأثير النزاع التجاري الأميركي والتقارير القادمة التي قد تكشف مزيدًا من المستجدات حول مؤشرات الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك بيانات التضخم والنمو ومعدل البطالة.

وقد أظهرت بيانات اقتصادية انخفاضًا كبيرًا في أداء قطاع التصنيع في ولاية تكساس وفقًا لتقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، وسط وصف المدراء التنفيذيين للوضع بأنه يتسم بالاضطراب والتوتر؛ وهو ما يبرز تأثير الرسوم الجمركية سلبًا على الأنشطة الاقتصادية. ولم تكن هذه البيانات سوى أحد التحذيرات لتأثير الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.

مستقبل الذهب وسط الغموض التجاري

تلقي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بظلالها على الأسواق العالمية، حيث تظل المحادثات بين الجانبين متوقفة وسط اتهامات متبادلة حول المسؤولية عن تخفيف التصعيد. وقد ذكر وزير الخزانة الأميركي أن الأولوية الأميركية الآن تركز على قضايا أخرى فيما يتعلق بالعلاقات التجارية الدولية مع تداعيات الرسوم الجمركية المستمرة. في غضون ذلك، نفت وزارة الخارجية الصينية وجود أي محادثات مع الولايات المتحدة بهدف الوصول إلى تسوية واضحة.

وفي ظل هذا الوضع المعقد، يعتبر الذهب مستفيدًا قويًا من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، حيث حقق منذ بداية العام ارتفاعًا يزيد عن 25% بدعم من قضايا مثل الحرب التجارية، وتراجع الاقتصاد العالمي، إلى جانب زيادة مشتريات البنوك المركزية وصعود أسعار الذهب في الصناديق المدعومة به. كما ساعدت قوة الطلب الصيني المتزايدة في تعزيز مكانة المعدن الأصفر، بينما ظل الطلب الفعلي يتسم ببعض التباطؤ خلال الفترات الأخيرة.

أسعار الذهب الفوري بالمقارنة مع المعادن الأخرى

بحسب البيانات الصادرة صباحًا، شهد الذهب الفوري تراجعًا بلغ 0.3% ليستقر عند 3,334.08 دولارًا للأونصة، بينما سجل مؤشر الدولار الفوري ارتفاعًا نسبته 0.1%. كما تراجعت المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاديوم نسبيًا، في حين ظل سعر البلاتين مستقرًا دون تغيير يذكر. يُظهر هذا التفاوت في حركة الأسعار داخل سوق المعادن تباينًا استراتيجيًا يعكس أثر القضايا الجيوسياسية والاقتصادية الحالية على الاستثمارات الآمنة.

تأتي هذه التغيرات في وقت يتسم بالقلق المتزايد من تقلبات الأسواق وضعف العملة الأميركية، وهو ما يجعل الذهب خيارًا استثماريًا يُعزز من حماية رأس المال للأفراد والمستثمرين الكبار على حد سواء.