«مطالب ساخنة».. أهالي عدن يطالبون بالإفراج عن المعتقلين وإنهاء المعاناة

شهدت منطقة كريتر في عدن احتجاجات غاضبة تعبيراً عن استياء الأهالي من الأوضاع المعيشية الصعبة التي أصبحت تهدد حياتهم اليومية، حيث تصاعد الغضب الشعبي جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي وما تبعه من تداعيات قاسية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والأعباء الاقتصادية التي فاقمت معاناة الأهالي بشكل كبير.

الغضب الشعبي في عدن يعكس معاناة ممتدة

تعاني عدن من أزمات متتالية تصدرتها مشكلة انقطاع الكهرباء الذي بات كابوساً يؤرق حياة الأهالي، خاصة كبار السن والأطفال غير القادرين على تحمل حرارة الصيف، حيث أدى الإهمال الحكومي وتراكم المشكلات إلى وقوع احتجاجات سلمية لكنها مؤثرة، تمثلت في إغلاق الطرق الرئيسية كتعبير عن حجم السخط الشعبي، وتحدثت مصادر محلية عن أن الشباب المحتجين ليسوا سوى ضحايا لواقع قاسٍ يجبرهم على التعبير بطرق قد تحمل رسائل قوية للمسؤولين.

الأزمات المتعددة في المدينة شملت تدهور الخدمات الأساسية بجانب الكهرباء، ما أثر بعمق على جميع جوانب الحياة اليومية؛ إذ بات المواطنون يواجهون صعوبة هائلة في تلبية احتياجاتهم، فضلاً عن غياب الثقة في وعود الجهات المعنية التي ما زالت عاجزة عن تقديم حلول مُجدية لوقف تلك المعاناة المتفاقمة.

الاعتقالات التعسفية تعمّق الأزمة في كريتر

رغم اتخاذ الاحتجاجات طابعاً سلمياً في بدايتها، فقد لجأت السلطات الأمنية إلى اعتقال عدد من الشباب المشاركين في المظاهرات، مما أثار استياءاً واسعاً بين أهاليهم الذين أكدوا أن المعتقلين لم يرتكبوا أي أعمال عنف أو تخريب بل عبّروا عن موقفهم تجاه تدهور الأوضاع، وهو ما اعتبره الحقوقيون انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان.

وأشار المواطنين إلى أن العديد من رجال الأمن الذين قاموا بعمليات الاعتقال هم من أبناء المدينة ذاتها، ما يبرز تداخل الأوضاع المأساوية بين أجهزة الدولة والمجتمع، حيث تساءل البعض عن الأسباب الحقيقية وراء استمرار سياسات الاعتقالات في ظل واقع معيشي متدهور، يستفيد منه فقط أصحاب النفوذ لتحقيق مكاسب خاصة.

دعوات لوقف الظلم وتحقيق العدالة في عدن

طالب أهالي عدن بالإفراج الفوري عن المعتقلين وناشدوا الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإنهاء هذه التجاوزات، معتبرين أن القمع لن يساهم إلا في زيادة الاحتقان الشعبي وتفاقم الوضع الأمني، بجانب تفاقم فاتورة الظلم الذي ترافقه الأزمات اليومية مثل انعدام الكهرباء وارتفاع تكاليف المعيشة.

ومع مشاعر الغضب واليأس التي تخيم على المدينة، تبقى الأسئلة حول مدى قدرة السلطات على إيجاد حلول جذرية وتغيير الواقع الكارثي قائمة، لكن الأمل يظل معقوداً على وعي جمعي يدفع باتجاه العدل والكرامة ومنع الانحدار إلى هاوية الفوضى المستمرة.