«ارتفاع كبير» لأسعار الذهب بنهاية تعاملات اليوم يثير قلق المستثمرين

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا في ختام تعاملات اليوم بعد سلسلة من الانخفاضات التي سجلها المعدن الأصفر خلال الأيام الماضية، إذ استفاد الذهب من عدة عوامل مؤثرة أبرزها انخفاض قيمة الدولار الأمريكي أمام سلة العملات العالمية، بالإضافة إلى عودة المستثمرين لاقتناص الفرص بعد الانخفاض السابق، مما عزز الطلب عليه كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي المستمرة.

ارتفاع أسعار الذهب وتحليل أسباب الصعود

سجل الذهب تسليم الشهر الجاري ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 50.10 دولار للأوقية، ما يعادل 1.5%، ليصل إلى سعر 3332.50 دولار للأوقية، في حين كان قد تراجع يوم الجمعة السابق بمقدار 49.60 دولار ليستقر حينها عند 3282.40 دولار للأوقية، هذا الصعود يأتي مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية تشمل زيادة الطلب الاستثماري وسط التوترات التجارية العالمية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، بالإضافة إلى الانخفاض النسبي في قوة الدولار الأمريكي، حيث انخفض مؤشر قيمته بنسبة 0.4% خلال اليوم، مما يدعم أسعار السلع المقومة به، وبخاصة الذهب.

تأثير التوترات الاقتصادية على أسعار الذهب

يرتبط ارتفاع أسعار الذهب بشكل وثيق بتطورات الاقتصاد العالمي والسياسة التجارية، فقد أدلى وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بتصريحات أكد فيها قرب التوصل إلى اتفاقات تجارية مع 17 أو 18 دولة، لكنه أشار إلى أن التفاوض قد يستغرق شهورًا رغم التقديرات الإيجابية للتعاون التجاري، وفي ظل تلك المفاوضات تأثر التجار برؤية مستقبلية غير واضحة حيال الرسوم الجمركية، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن لحماية أصولهم الاستثمارية من مخاطر السوق المحتملة، فضلًا عن تصريحات بيسنت الأخرى التي خولت عبء الحل التجاري للصين نتيجة الفائض الكبير في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة.

هل الذهب سيواصل الصعود خلال الفترة المقبلة؟

يتوقع المحللون الاقتصاديون استمرار تقلبات أسعار الذهب في المستقبل القريب بناءً على معطيات السوق الحالية، حيث تظل العلاقة بين الذهب وقيمة الدولار أحد المؤثرات الرئيسية، ومن المرجح أن تشهد أسعار المعدن الأصفر مزيدًا من الدعم في حال استمرار ضعف الدولار أو تصاعد التوتر بين القوى الاقتصادية الكبرى، إلى جانب دور السياسات النقدية وأسعار الفائدة التي تتبناها البنوك المركزية حول العالم، حيث ينعكس انخفاض الفوائد إيجابيًا على قوة الذهب بسبب انخفاض تكلفة الفرصة البديلة.

في الختام، يمكن القول بأن الذهب يظل عنصرًا حيويًا ومهماً في السوق المالي العالمي، حيث يتأثر بشكل مباشر بالتقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، ومن الضروري متابعة التطورات المستجدة لفهم مسار الأسعار الفعلي بشكل أدق خلال الأيام المقبلة.