«مليار ريال» دعم ولي العهد.. كيف سيغير مستقبل قطاع الإسكان السعودي؟

تبرز المملكة العربية السعودية كمثال رائد في مجال تطوير قطاع الإسكان ضمن خططها الطموحة لتحقيق رؤية السعودية 2030، ويعد تبرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمليار ريال لدعم برامج تملك السكن انعكاسًا للالتزام الحكومي العميق بتوفير حلول مستدامة لتحديات السكن، حيث يهدف هذا الدعم إلى تعزيز نسبة تملك السعوديين للمساكن لتصل إلى مستويات قياسية بحلول عام 2030، مشكلاً خطوة محورية في الاتجاه نحو تحسين جودة الحياة.

تحقيق قفزة ملحوظة في نسبة تملك السعوديين للمساكن

شهدت نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن ارتفاعًا ملحوظًا وفقًا لتقرير التقدم في تحقيق أهداف رؤية 2030، حيث ارتفعت النسبة من 47% في عام 2016 إلى 65.4% في عام 2024، وهذا يعني أن الجهود المبذولة لتطوير القطاع الإسكاني تسير ضمن الإطار الزمني المحدد بكفاءة عالية، هذه النسب تكشف عن تحول هائل في المشهد السكاني بالمملكة بفضل الدعم الحكومي الذي يركز على دعم مختلف الشرائح السكانية من المتوسطة إلى الأشد احتياجًا، في الوقت ذاته يتم توسيع الخيارات السكنية لتلبية احتياجات الأسر السعودية وتقديم وحدات سكنية بأسعار تنافسية تبدأ من 250 ألف ريال.

خطط تعزيز السكن ودعم التنمية الاجتماعية

تضع وزارة الإسكان السعودية استراتيجيات طموحة للوصول إلى نسبة تملك تبلغ 70% بحلول عام 2030، وتعتمد هذه الاستراتيجيات على برامج تمويلية مبتكرة وتطوير لمنظومات المدن الذكية والبنى التحتية، علاوة على ذلك، توفر الوزارة مساكن ملائمة للمستفيدين الأكثر احتياجًا مما ساعد أكثر من 93 ألف أسرة على تملك مساكنها الخاصة بشكل دائم، حيث تستهدف هذه الجهود تحسين جودة الحياة وتعزيز التوازن الاجتماعي في مختلف المناطق، وتأتي هذه الاستراتيجيات مدعومة بمحفزات مثل ضمانات الشفافية وسرعة الحصول على الخدمات.

أثر القطاع الإسكاني في نمو الناتج المحلي وتعزيز الوظائف

تساهم المشاريع الإسكانية بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغ حجم القطاع العقاري 850 مليار ريال في 2024 مقارنة بـ170 مليار ريال سابقًا، كما أن هذا القطاع يمثل حاليًا 14% من الناتج المحلي ويوفر أكثر من 500 ألف وظيفة للشباب والشابات في المملكة، بالإضافة إلى ذلك، يُسهم القطاع في اجتذاب نسبة كبيرة من الاستثمار الأجنبي المباشر بما يعكس ازدياد الثقة في البيئة الاستثمارية والتنظيمية داخل المملكة، فضلًا عن الإيرادات البلدية التي سجلت قفزة هائلة بنسبة نمو 249% خلال الفترة الأخيرة لتبلغ 22 مليار ريال.

تعكس هذه التحولات العميقة التزام القيادة السعودية ببناء مستقبل اقتصادي واجتماعي مستدام، مع التركيز على تمكين الأسر السعودية من تملك السكن وخلق فرص معيشية متوازنة تعزز من تطور المملكة نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية الشاملة.