«ارتفاع قياسي» أسعار الذهب تقفز 1.5% والأوقية تتخطى 3345 دولارًا

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات يوم الإثنين نتيجة هدوء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقد ساهم هذا الهدوء في تقليص الضغوط على المستثمرين وجذب الصفقات المربحة، ما أدى إلى دعم أسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية، وعلى الرغم من استمرار التقلبات الاقتصادية، إلا أن الذهب حافظ على مكانته كملاذ آمن للمستثمرين.

تحليل أسعار الذهب وتأثيرات التوترات التجارية

شهدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو زيادة بنسبة 1.5% لتصل إلى 3347.70 دولار للأوقية، وتأتي هذه الزيادة مدعومة بانحسار عمليات البيع التي كانت تضغط سابقًا على سوق الذهب، وفقًا لتحليل “دانيال غالي”، محلل استراتيجيات أسواق السلع الأساسية لدى شركة “تي دي سكيورتيز”، ورصد المحلل تقلص المخاطر المحيطة بانخفاض سعر المعدن النفيس، حيث أصبحت عمليات البيع في الآونة الأخيرة محدودة بشكل واضح، مما أتاح الفرصة لتعافي الأسعار.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ المحلل أن تراجع مراكز الاستثمار في الذهب بين المستثمرين الغربيين، وخصوصًا الصناديق التي تستهدف الصفقات قصيرة الأجل، أسهم بشكل مباشر في دعم الأداء الإيجابي للمعدن النفيس، ويُعتبر هذا التغير في منفعة الذهب بالنسبة للمستثمرين مؤشرًا مهمًا على استقرار الأسعار على المدى القصير.

ارتباط أسعار الذهب بمؤشر الدولار

يبرز انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.45% كعنصر داعم لارتفاع أسعار الذهب، حيث أن قوة العملة الأمريكية تمثل عائقًا أمام ارتفاع قيمة الذهب في الأسواق، ومع تسجيل مؤشر الدولار 99 نقطة خلال تلك الفترة، استفادت أسعار الذهب من هذا الانخفاض لتعزيز مكاسبها، والعلاقة العكسية بين الدولار والذهب معروفة في الأسواق المالية، حيث يرتفع الذهب بمرور الوقت عند تراجع العملة الأمريكية.

توضح هذه المؤشرات أن عوامل الاقتصاد الكلي، مثل قوة الدولار والتوترات التجارية الدولية، ما تزال تلعب دورًا كبيرًا في تحديد حركة سوق الذهب، وخصوصًا في أوقات الأزمات الاقتصادية أو السياسية التي تجعل المعدن النفيس ملاذًا آمنًا.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

ترى التوقعات أن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع بناءً على عدة عوامل رئيسية، وتشمل تلك العوامل التوترات الجيوسياسية العالمية، وتباطؤ النمو الاقتصادي في عدة دول، فضلًا عن استمرار ضعف الدولار الأمريكي، وعلى الجانب الآخر، فإن تحسن ظروف التجارة العالمية أو انتعاش العملة الأمريكية قد يؤثران سلبًا على هذه التوقعات، لكن مع وجود العديد من المتغيرات الاقتصادية، يظل الذهب خيارًا مفضلًا للمستثمرين على المدى الطويل.

بناءً على ما سبق، فإن سوق الذهب يواصل جذب اهتمام المستثمرين بفضل الظروف الاقتصادية الحالية، ويمثل هذا التغير فرصة خاصة للباحثين عن الملاذات الآمنة، ويمكن أن يُشكل الذهب عامل استقرار في محافظ الاستثمار، مما يؤكد على أهميته الاستراتيجية في الاقتصاد العالمي.