«ارتفاع مفاجئ» في أسعار الذهب اليوم مع تراجع ملحوظ لضغوط البيع الاثنين

شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الإثنين، إذ ارتفعت بعض الشيء بفعل انخفاض التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما تأثرت حركة الأسعار بتحولات الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى وبقرارات اقتصادية استراتيجية أعلنتها الولايات المتحدة للتوسع في التعدين البحري، مما انعكس على السوق العالمي للذهب والمعادن النفيسة عموماً.

ارتفاع أسعار الذهب وسط تقلبات السوق

ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.5% لتصل إلى مستوى 3347 دولاراً للأوقية، في حين شهدت المعاملات الفورية هبوطاً طفيفاً بنسبة 0.8% بواقع انخفاض 28 دولاراً من قيمته السابقة، وكانت هذه التحركات مدفوعة جزئياً بالتحسن النسبي في العلاقة التجارية بين أمريكا والصين، مما ساهم في تخفيف الضغوط على المعدن الأصفر الذي يُعد ملاذاً آمناً للمستثمرين عند التقلبات الاقتصادية، إلا أن الدولار الأمريكي شهد ضعفا ملحوظاً أمام عدة عملات أبرزها اليورو والجنيه الاسترليني، مما دعم مشتريات الذهب في الأسواق الدولية.

عمليات التعدين البحري وتأثيرها على الذهب

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً تنفيذياً يهدف إلى تطوير نشاط التعدين البحري واستخراج المعادن الحيوية من قاع البحر، هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الاعتماد الأمريكي على الموارد المحلية وتقليل الواردات من المعادن الأساسية، حيث وجّه ترامب وزارة التجارة بمنح تسهيلات خاصة لاستخراج هذه الموارد، ومن المثير للجدل أن هذه الخطوة لم تلقَ قبولاً واسعاً من الهيئات البيئية التي ترى فيها تهديداً للنظام البيئي البحري، وقد أشار المسؤولون إلى أن هذه التنمية ستوفر الدعم للإنتاج المحلي وبالتالي تقلل من التأثيرات السلبية لتقلبات الاستيراد على الاقتصاد الأمريكي.

تحليل العلاقة بين الذهب والدولار

هناك علاقة عكسية تاريخية تربط بين الذهب والدولار الأمريكي، حيث يميل الذهب إلى الارتفاع مع تراجع قيمة الدولار، وقد شهدنا ذلك بشكل واضح عندما انخفض الدولار بنسبة 0.5% أمام اليورو، و1.1% أمام الين الياباني، و0.9% أمام الجنيه الإسترليني، الأمر الذي دفع المستثمرين للتوجه نحو الذهب بوصفه أداة للتحوط من خسائر العملات التقليدية، ورغم هذا التعافي الطفيف في قيمة الذهب إلا أنه سجل انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 0.9% عند مستوى 3298 دولاراً للأوقية، وهو ما يعكس حالة عدم الاستقرار الشديد التي تعصف بالأسواق العالمية حالياً نتيجة القرارات السياسية والاقتصادية المستمرة.

بالتالي، فإن هذه التقلبات تضع المستثمرين في معضلة بين المخاطر من قرارات اقتصادية غير محسوبة والاستثمار في الذهب كملاذ آمن رغم الخسائر المؤقتة التي قد يمر بها بسبب بعض الأحداث العالمية، ومع ذلك من المتوقع أن تتجه الأنظار نحو مزيد من التطور في أسواق المعادن والتعدين خلال المرحلة المقبلة.