«نهضة تنزانيا».. منتخب الشباب يتمسك بالأمل رغم صعوبة المهمة المقبلة

يشهد منتخب تنزانيا للشباب، المعروف باسم “أبناء نجورونجورو”، نمواً ملحوظاً يعكس تطور كرة القدم في تنزانيا خلال الأعوام الأخيرة. إذ ازدهرت أندية العاصمة دار السلام، مثل يانج أفريكانز وسيمبا، مما أثر إيجابياً على ظهور منتخبات قوية على المستوى القاري، وتجلى ذلك بصعود منتخب الشباب للمشاركة في كأس أمم إفريقيا للشباب للمرة الثانية عقب أداء مميز في التصفيات وتأهله كبطل لمنطقة كوسافا.

تأهل منتخب تنزانيا للشباب: ملحمة في تصفيات كوسافا

انطلقت تصفيات منطقة شرق إفريقيا (كوسافا) في أكتوبر 2024 بمشاركة تسعة منتخبات، واستضافتها تنزانيا في ظل أجواء تنافسية حماسية. تجاوز المنتخب خسارته الأولى في التصفيات أمام كينيا (1-2) ليعود بعزيمة قوية ويهزم جيبوتي (7-0)، السودان (1-0)، وبورندي (3-0) في دور المجموعات، وتأهل كثاني المجموعة الأولى خلف كينيا. واصل منتخب الشباب نجاحه بالفوز على أوغندا (2-1) في نصف النهائي، ثم حسم النهائي أمام كينيا بثنائية رائعة من فالنتينو ماشاكا وخميس شيخان، وهو ما أهلهم لانتزاع لقب البطولة عن جدارة.

أبرز نجوم منتخب تنزانيا للشباب

برز المهاجم الواعد فالنتينو ماشاكا (19 عاماً)، لاعب فريق سيمبا التنزاني، كواحد من أفضل لاعبي التصفيات بعد مساهمته الحاسمة بتسجيل 4 أهداف، بما فيها ثلاثية أمام جيبوتي وهدف في المباراة النهائية ضد كينيا. كما تألق الجناح صبري كوندو بأربعة أهداف، موزعة بين دور المجموعات والمباريات الحاسمة. إلى جانب هؤلاء اللاعبين، لمع خميس شيخان الذي سجل أهدافاً مؤثرة، أبرزها هدف الفوز بالنهائي، ليكون قوام الفريق مليئاً بالوجوه الشابة التي تمتلك إمكانيات واعدة تسلط عليها الأضواء.

آفاق منتخب تنزانيا للشباب بقيادة “موروكو”

يقود المدير الفني حميد سليمان “موروكو”، الذي استطاع تحقيق نتائج إيجابية مع منتخب الكبار، منتخب الشباب في هذا التحدي القاري الكبير. “موروكو”، صاحب خبرة طويلة مع فرق إفريقية مختلفة مثل سينجيدا وزينجبار، يسعى لتقديم أداء أفضل هذه المرة مقارنة بمشاركة تنزانيا السابقة في كأس أمم إفريقيا للشباب التي انتهت بخروجهم المبكر من مرحلة المجموعات. في ظل مجموعة تضم مصر، جنوب إفريقيا، سيراليون، وزامبيا، تبدو المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، مع إمكانية التأهل كأفضل ثوالث بين المجموعات.

يبدأ منتخب تنزانيا مشواره بمواجهة جنوب إفريقيا في الثلاثين من أبريل، تليها مباريات قوية أمام سيراليون، زامبيا، ومصر. ستحدد نتائج هذه المواجهات مصير “أبناء نجورونجورو” في البطولة ومدى قدرتهم على تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى مسيرتهم المتصاعدة. يُنتظر من الفريق تحمل الضغوط وتقديم أداء يليق بطموحات البلد التي باتت تحلم بالتحليق في سماء الكرة الإفريقية.