ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب مع تصاعد المخاوف حول الاقتصاد الأمريكي

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية مدفوعة بتصاعد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي الأميركي والسياسات التجارية العدوانية للرئيس دونالد ترامب. بلغت أسعار الذهب 2,989.98 دولار للأونصة في آسيا يوم الجمعة، متجاوزة أعلى مستوى سابق. أدى تقرير ضعيف عن التضخم إلى تعزيز توقعات بسياسات نقدية مرنة، مما دفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة مثل الذهب، الذي يستفيد عادةً من انخفاض تكاليف الاقتراض.

تأثير التضخم وسياسات الاحتياطي الفيدرالي

أظهرت بيانات أميركية ركود التضخم في سوق الجملة، مما عزز توقعات بسياسات نقدية أكثر مرونة. عادةً ما تؤدي تكاليف الاقتراض المنخفضة إلى ارتفاع أسعار الذهب، حيث لا يقدم أي عوائد فائدة. مع تراجع التوقعات الاقتصادية، تحول المستثمرون إلى الأصول الآمنة، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية.

تأثير السياسات التجارية على أسواق المال

تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الأوروبية والصينية أثارت مخاوف المستثمرين. تراجع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 10%، مما أدى إلى خسائر سوقية تقارب 5 تريليونات دولار منذ ذروة فبراير. أدى انخفاض العوائد وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة إلى دعم أسعار الذهب بشكل إضافي.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

تتوقع البنوك ارتفاعًا إضافيًا في أسعار الذهب بسبب السياسات التجارية المربكة والمخاوف الاقتصادية. توقعت “ماكواري غروب” ارتفاع الذهب إلى 3,500 دولار للأونصة خلال الربع الثاني، بينما رفعت “بي إن بي باريباس” توقعاتها لمتوسط الأسعار إلى أكثر من 3,000 دولار. بحلول الساعة 6:44 صباحًا في سنغافورة، كان سعر الذهب الفوري يتداول عند 2,986.22 دولار.

في المقابل، ظل مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري مستقرًا بينما كانت الفضة ثابتة بعد ارتفاعها بأكثر من 5% خلال الجلسات الثلاث السابقة. لم يطرأ تغير كبير على أسعار البلاتين والبلاديوم، مما يعكس اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل عدم اليقين الاقتصادي.