«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع 0.8% بفعل صعود الدولار وتحسن التجارة

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملموسًا في مستهل تعاملات الأسبوع، وسط توجه المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر بفعل الإشارات الإيجابية حول تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى لانخفاض الطلب على المعادن النفيسة باعتبارها ملاذًا آمنًا، إضافة إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي زاد من الضغوط على أسعار الذهب عالميًا.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق وتأثيرات الدولار الأمريكي

سجلت أسعار الذهب انخفاضًا في التعاملات الفورية بنسبة بلغت 0.8% لتصل إلى مستوى 3292.11 دولار للأوقية وفقًا لبيانات وكالة رويترز، بعد أن كانت قد حققت مستوى قياسيًا سابقًا عند 3500.05 دولار في 22 أبريل. وعلى الرغم من التراجع في التعاملات الفورية، ارتفعت العقود الآجلة بشكل طفيف بنسبة 0.1% لتستقر عند 3302.30 دولار، وتواجه الأسواق ضغوطًا إضافية بسبب ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% مقابل العملات الرئيسية، مما يجعل شراء الذهب مكلفًا بالنسبة للمستثمرين الذين يمتلكون عملات أخرى، ما يفسر استمرار ضعف الأداء.

الأسواق العالمية بين التفاؤل والحذر

شهدت الأسواق حالة من التفاؤل النسبي نتيجة تخفيف حدة النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، حيث أشار تيم واترر، محلل شركة “كيه.سي.إم تريد”، إلى ارتياح ملحوظ في الأسواق تجاه الأصول عالية المخاطر مقارنة بالتوتر الذي ساد بداية الشهر الحالي. وأضاف أن الأنباء الإيجابية من البيت الأبيض عززت الآمال في الوصول لحل شامل للنزاع التجاري، ما تسبب في تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، ولكن مع ذلك، تبقى الأسواق في حالة انتظار وترقب للنتائج النهائية للمفاوضات الجارية بين الطرفين.

تصريحات متضاربة وتوقعات الأسواق لبيانات اقتصادية

على الرغم من الإشارات الإيجابية، جاءت تصريحات المسؤولين الأمريكيين والصينيين حول سير المفاوضات متضاربة إلى حد كبير. حيث أشار الرئيس الأمريكي بشكل علني إلى تقدم في المحادثات، في حين نفت الصين هذا التقدم مؤكدة أنها أعفت بعض السلع الأمريكية من الرسوم بشكل مستقل عن المفاوضات. كما أن تصريحات وزير الخزانة، سكوت بيسنت، لم تدعم بالكامل توقعات الرئيس الأمريكي.
بالتوازي، تترقب الأسواق إصدار تقارير اقتصادية هامة في الأيام المقبلة، منها تقرير فرص العمل في الولايات المتحدة وتقرير نفقات الاستهلاك الشخصي، بالإضافة إلى تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة. ستساهم هذه التقارير في توضيح الرؤية الاقتصادية وربما تؤشر على توجهات السياسة النقدية المرتقبة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

لا تقتصر التغيرات على الذهب فقط، إذ تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.9% لتصل إلى 32.80 دولار للأوقية، بينما ظل البلاتين مستقرًا عند 971.29 دولار، وهبط سعر البلاديوم بنسبة 0.7% مسجلًا 942.15 دولار للأوقية. وتشير البيانات والتحليلات إلى استمرار التأثير المتبادل بين المؤشرات الاقتصادية والمشهد الجيوسياسي على أداء الأسواق العالمية.