«مطلب النفيسة» شخصية بارزة.. لماذا كرمه ولي العهد السعودي؟

وجّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإطلاق اسم الدكتور مطلب النفيسة، أحد أبرز الشخصيات الوطنية بالمملكة، على أحد شوارع حي حطين في الرياض. هذا القرار يعكس التقدير الكبير لمسيرة الدكتور النفيسة الحافلة التي امتدت لأكثر من ستة عقود خدم خلالها وطنه بإخلاص. يُوضح هذا التكريم المكانة التي احتلها النفيسة، والدور المحوري الذي لعبه في بناء التشريعات وتطوير الأنظمة بالمملكة.

السيرة الذاتية للدكتور مطلب النفيسة ودوره القانوني

وُلد الدكتور مطلب النفيسة عام 1937م في محافظة رياض الخبراء بمنطقة القصيم، وقد أظهر منذ طفولته نبوغاً لافتاً، مما أهّله للحصول على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود. واصل دراسته بعد ذلك في جامعة هارفارد الأمريكية، حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون أعوام 1971 و1975م. تُعد هذه الشهادات من أرقى التأهيلات الأكاديمية، وأرست لبنة أساسية لمشواره المهني المتميز.

بعد عودته من الولايات المتحدة، تولى النفيسة رئاسة شعبة الخبراء بمجلس الوزراء، ومع تطور هيكلها أصبحت تُعرف بهيئة الخبراء. خلال فترة رئاسته، ساهم بشكل كبير في وضع اللوائح والأنظمة التي شكلت اللبنة الأساسية للإطار التشريعي الإداري للمملكة، وهو دور لا يُستهان به في سياق بناء الدولة الحديثة.

مناصب عليا شغلها النفيسة في الحكومة السعودية

انطلق الدكتور النفيسة في مسيرته الحكومية منذ عام 1962م، حيث عمل مستشاراً قانونياً بمجلس الوزراء السعودي، ثم تدرّج ليشغل منصب نائب المدير العام لمعهد الإدارة العامة، الذي كان أحد المحاور الهامة لتطوير الكوادر الإدارية. لاحقاً، تم تعيينه وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء عام 1995، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام وفاته.

كما شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، وعلِمَ كعضو في عدد كبير من المجالس واللجان الوطنية مثل المجلس الاقتصادي الأعلى ومجالس الخدمة. كان للدكتور النفيسة دور فعّال في صياغة الأنظمة التشريعية مثل النظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق، إضافة إلى نظام مجلس الشورى، ما يعكس تأثيره الكبير في رسم السياسات العامة للدولة.

إرث خالد وتكريم يعكس العطاء المستمر

لم يقتصر دور النفيسة على مناصبه، بل امتد ليشمل أثرًا طويل الأمد على النظام القانوني والتنظيمي للمملكة. عُرف كأحد الركائز الأساسية في صياغة الأنظمة وبناء الإطار التشريعي الذي ساهم في دفع عجلة التنمية بالمملكة. وفاته في مارس 2025 تركت فراغاً كبيراً، لكن إرثه بقي شاهداً على إسهاماته الجبارة.

تكريم اسم الدكتور مطلب النفيسة بإطلاقه على أحد الشوارع الرئيسية بالرياض يشكل رمزاً للاعتراف بعطائه الوطني. ستظل ذكراه باقية كعنوان يحتذى به في العمل الوطني والتفاني لخدمة الوطن، مما يجعله قدوةً للأجيال القادمة.