«هبوط كبير» في أسعار الذهب بأكثر من 1% وسط تراجع التوترات التجارية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا تجاوز 1% خلال تداولات اليوم الإثنين، متأثرة بانحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تعزيز الإقبال على المخاطرة وتراجع الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن، إلى جانب ارتفاع الدولار الذي فرض مزيدًا من الضغوط على سعر الذهب؛ كل هذه العوامل ساهمت في تغيير ديناميكية السوق.

تراجع الذهب بسبب انحسار التوترات التجارية

انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% لتصل إلى 3272.89 دولار للأونصة، وذلك بحلول الساعة 02:20 بتوقيت جرينتش، بعدما سجل أعلى مستوى له عند 3500.05 دولار في 22 أبريل الماضي؛ وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.4% إلى 3283.70 دولار للأونصة، مما يعكس التأثير المباشر لتخفيف التوترات بين بكين وواشنطن على الأسواق العالمية، كما أن التوصل إلى تفاهمات حول الرسوم الجمركية قلل من المخاوف الاقتصادية وزاد التفاؤل لدى المستثمرين بشأن دعم الاستقرار المالي للأسواق.

تأثير قوة الدولار على سعر الذهب

تعامل الدولار بارتفاع وصلت نسبته إلى 0.3% أمام سلة من العملات الرئيسية، مما أدى إلى جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، حيث إن العلاقة العكسية بين الدولار والذهب تظل عاملاً رئيسيًا في تحركات الأسعار، وأوضح كبير محللي السوق تيم واترر أن التعليقات الإيجابية الصادرة من البيت الأبيض حول الحوار التجاري مع الصين شجعت المستثمرين على تفادي الأصول الآمنة كالمعادن الثمينة، والاتجاه نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى.

أداء المعادن النفيسة الأخرى بجانب الذهب

لم يقتصر الأمر على الذهب وحده، فقد شهدت المعادن الأخرى أيضًا تراجعات متفاوتة؛ فالفضة انخفضت بنسبة 1.2% لتصل إلى 32.70 دولارًا للأونصة، بينما هبط البلاتين بنسبة 0.6% مسجلًا قيمة 965.70 دولارًا، أما البلاديوم فقد تراجع بنسبة 1% ليصل إلى 939 دولارًا للأونصة، وتعكس هذه التحركات تراجع الطلب العام على المعادن النفيسة نتيجة تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين في ظل أجواء أكثر استقراراً على الصعيد السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين.

وفي ضوء الآمال بإنهاء الحرب التجارية التي استمرت لسنوات وأثرت على الاقتصاد العالمي بالكامل، تأمل الأسواق أن تتحسن حركة الاستثمار في الأصول التقليدية مع تحقيق توازن أكبر في العرض والطلب على المعادن الثمينة، وسيظل التركيز في الفترة القادمة على تطورات المحادثات التجارية وتأثيرها على اقتصاديات الدول الكبرى.