أسعار النفط تتراجع إلى 40 دولارًا.. هل هذا السيناريو قريب؟

شهدت أسعار النفط انخفاضًا كبيرًا خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 4 سنوات، مما أثار التكهنات حول احتمالية أن تصل الأسعار إلى 40 دولارًا للبرميل في المستقبل القريب. بعض التقارير الاقتصادية، لا سيما من مصرف “غولدمان ساكس”، أكدت على إمكانية حدوث انخفاض حاد بسبب الركود الاقتصادي العالمي وتغيرات إمدادات أوبك+. ولكن، هل يمكن أن يدوم هذا الانخفاض؟ هذا هو التساؤل الذي يشغل الأسواق العالمية.

توقعات أسعار النفط في المستقبل

وفقًا لتوقعات “غولدمان ساكس”، فإن أسعار النفط قد تستمر في الانخفاض خلال السنوات المقبلة بناءً على عدة سيناريوهات. على سبيل المثال:

  • إذا تجنب الاقتصاد العالمي الركود واستمرت سياسات خفض الرسوم الجمركية.
  • زيادة محدودة في إنتاج أوبك+ بواقع 130 إلى 140 ألف برميل يوميًا.

تبعًا لهذه الفرضيات، يمكن أن تصل أسعار برنت إلى 58 دولارًا بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، و50 دولارًا أو أقل مع حلول 2026. في سيناريو أكثر تشاؤمًا، قد نشهد انخفاض أسعار النفط إلى أقل من 40 دولارًا، لكن ذلك يعتمد أساسًا على حذف تخفيضات الإنتاج وزيادة العرض بشكل كبير.

العام توقع أسعار خام برنت توقع أسعار خام غرب تكساس
2025 58 دولارًا 55 دولارًا
2026 50 دولارًا 45 دولارًا

هل الانخفاض إلى 40 دولارًا أمر واقعي؟

يرى الدكتور أنس الحجي، مستشار منصة الطاقة، أن وصول النفط إلى 40 دولارًا للبرميل غير مرجح تمامًا. وأوضح أن تحالف أوبك+ يقوم بالتنسيق شهريًا لإدارة الإنتاج ومنع انهيار الأسعار لفترة طويلة. من المعوقات الأخرى لهذا الانخفاض:

  1. تراجع نمو إنتاج النفط الأميركي.
  2. هبوط صادرات فنزويلا بفعل الضرائب الأميركية المفروضة.
  3. التزام كازاخستان والإمارات بمحدوديات الإنتاج.

حتى في حال حدث هذا الانخفاض، فمن المحتمل أن يكون قصير الأمد، لأن تكاليف الإنتاج والتشغيل تلعب دورًا في الحفاظ على استقرار الأسعار.

انتعاش أسعار النفط بعد التراجعات

بعد موجة من التراجع الحاد، استعادت أسعار النفط بعض مكاسبها في أبريل/نيسان 2025، حيث ارتفع خام برنت وغرب تكساس الوسيط بنسبة تجاوزت 0.9%. هذا الانتعاش جاء بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم جمركية جديدة، مما زاد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي طويل الأمد. ومع ذلك، فإن التحسين الأخير في الأسعار يبعث برسالة إيجابية للأسواق حول احتمالية تجنب انهيار كامل.

إن التذبذب الحالي في سوق النفط يعكس حساسية الأسواق تجاه التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، مما قد يتطلب تدخلات إضافية من أوبك+ واستراتيجيات تجارية للتعامل مع التحديات المستقبلية.