«غالي» الذهب يواصل ارتفاعه الجنوني في الأسواق اليوم وترقب للتغييرات القادمة

الذهب كان وما زال حلم النساء منذ القدم وحتى الآن، له مكانة خاصة في قلوب السيدات ويُعتبر رمزًا للجمال والثراء، تطوّرت العلاقة بين النساء والذهب عبر العصور، خاصة في مجتمعاتنا العربية حيث تمثّل المشغولات الذهبية جزءًا أساسيًا من التراث والهوية، فهو “الصيغة” التي ورثتها الأجيال، وقد تجلى هذا الولع بوضوح منذ زمن الفراعنة وحتى يومنا هذا.

العلاقة التاريخية بين الذهب والفراعنة

لعب الذهب دورًا محوريًا في حياة المصريين القدماء وكان يُعتبر رمزًا للخلود والمكانة الاجتماعية، هذا يظهر بجلاء في مقبرة توت عنخ آمون التي تحتوي على مشغولات ذهبية فاخرة تطلق العنان للدهشة، فالفرعون كان يُدفن مع ممتلكاته الذهبية التي تعكس عظمة صانعها ومهاراته الفنية، حتى في المتحف المصري الكبير نجد مقتنيات مذهلة من العصر الفرعوني مثل الأثاث المرصع بالذهب والمجوهرات التي تزينت بها أميرات ذلك الزمان، مما يثبت أن الذهب كان وما زال جزءًا من التقاليد المصرية التي تعبر عن الفخامة والثراء.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وأسبابه

الذهب لا يزال يُثير الجدل كملاذ آمن للاستثمار رغم ارتفاع أسعاره الجنوني، فالأسواق شهدت مؤخرًا زيادات غير مسبوقة بسعر جرام الذهب، حيث قفز سعر عيار 21 إلى خمسة آلاف جنيه تقريبًا، ما دفع العديد من الناس للتحوّل إلى شراء السبائك كوسيلة ادخارية، وعزا الخبراء، مثل إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب، هذه القفزة إلى عوامل عالمية منها تقلبات الاقتصاد العالمي وسياسات البنوك المركزية التي تسعى لتعزيز احتياطاتها بالذهب، إضافة إلى ضعف الدولار أمام العملات الأخرى، مما زاد من الطلب على المعدن الأصفر وأدى إلى تقلبات الأسعار بشكل لحظي.

الذهب وعلاقته بالصعوبات الاجتماعية

مع ارتفاع أسعار الذهب، أصبح اقتناؤه تحديًا للشباب المقبلين على الزواج، حيث تشكّل المشغولات الذهبية جزءًا لا يُستهان به من تكاليف الزواج، اليوم حتى الشبكة البسيطة تتجاوز مائة ألف جنيه، وهو مبلغ يصعب على الكثير من الشباب توفيره في مقتبل حياتهم، ما يُثير تساؤلات حول ضرورة مراجعة العادات لتخفيف الأعباء المادية، فالمجتمع بحاجة إلى تبسيط متطلبات الزواج لتشجيع الشباب على بناء أسر قائمة على التفاهم والمودة، بدلًا من فرض شروط مادية مرهقة.

يبقى الذهب رمزًا للأناقة والقيمة، لكن ارتفاع أسعاره يفرض التفكير بجدية في تغيير المفاهيم الاجتماعية لتيسير الحياة للأجيال القادمة، فالاستثمار في العلاقات الإنسانية أسمى بكثير من المظاهر المادية، ما يستدعي البحث عن بدائل تجعل الزواج تجربة ممكنة للجميع دون تعقيد.